أهناسيا الخضراء قرية لم يعد اسمها يتوافق مع واقعها.. ورغم اهميتها في توفير المحاصيل الزراعية في محافظة بني سويف وغيرها من انحاء مصرإلا أن ما تتعرض له من إهمال ومن سوء في الخدمات يشير إلي إمكانية ان تفقد لقبها بعد ان تصاب مزارعها بالبوار وينتشر التلوث بين ربوعها!! فإن قرية أهناسيا الخضراء وتوابعها عزب( بني عفان, دموشيا, خلوصة, شمس الدين. لويفي, إسلام وفيصل) هي إحدي القري التابعة لمركز بني سويف تتوسط مركز أهناسيا ومحافظة بني سويف ويقطن بها حوالي20 ألف نسمة عاشوا حقبة كبيرة في عهد النظام السابق يعانون كغيرهم في قري مصر من المشاكل التي أرقت حياتهم وأنهكت معيشتهم هم وأبناءهم داخل القرية. في البداية يقول سعد محمد خليفه موظف بالمعاش إن المزارعين المستأجرين للأرض الزراعية يعانون أشد المعاناة من عدم توافر الأسمدة خاصة في ظل قيام أصحاب الأرض باستلام حصص الأسمدة بالسعر المدعم من الجمعية الزراعية وعدم إعطائها لمستأجر الأرض ويقومون ببيعها في السوق السوداء ولا يستطيع المزارع البسيط الشراء إلا من السوق السوداء وهو ما يؤثر علي كمية وجودة المحصول وينعكس ذلك بشكل سلبي علي الناتج القومي الزراعي المصري وهو ما يجب أن تتغير معه اللوائح التنظيمية الخاصة بتسليم السماد من الجمعية للمزارع الأصلي بموجب عقد تأجير الأرض وذلك لكي يستطيع الفلاح دفع الإيجار الذي يصل الي8 آلاف جنيه سنويا بالإضافة إلي دفع يوميات العمالة وتكلفة البذور.. الخ بعد أن أصبح المستأجر في قريتنا يمشي علي المثل الشعبي عبد خدم سيده كما يجب توفير جيركن وقود بالجمعية أيضا لكل مزارع عند موعد دورة الري في كل قرية حتي يستطيع تشغيل ماكينات رفع المياه بدلا من شرائه من السوق بأضعاف سعره الحقيقي بسبب أزمة الوقود. ويضيف محمد أحمد حسن مزارع: لا يقوم العاملون بالري بدورهم والخاص بفتح مجاري السقاية بالترعة الكبيرة فرع رقم واحد عند الدورة الزراعية كل10 أيام ويتجاهلون الفلاحين لمدة تزيد علي15 يوما وهو ما نعاني منه أشد المعاناة وكأن القائمين علي الري يعملون ضد مصلحة الفلاح والزراعة في مصر ونستعيض بذلك بدق ماكينات الري الارتوازي بباطن الأرض ونرفع المياه الجوفية المخلوطة بمياه الصرف الصحي لسقاية الأرض. بينما يؤكد المهندس عبد اللطيف خالد مدير مديرية الري أنه يتم غلق المياه عشرة أيام وفتحها خمسة أيام وبالتالي فإن المواطن له رية كل15 يوما ونحن ملتزمون بجداول المناوبات طبقا للمواعيد المقررة ولا تغلق المياه إلا بعد وصولها لآخر نقطة في أبعد فرع وتم إعطاء يوم زيادة لترعة أهناسيا الخضراء ليتمكن جميع الفلاحين من سقاية زراعتهم, أما مشكلة ترعة العمدة وقيام الأهالي بالسقاية من تصافي الزراعات فإن هذه المشكلة تتبع لتطوير الري وأتصور أنه من المفروض التزام المزارعين بطرق الري المتطور التي اعدها قطاع تطوير الري وحين وجود أي مشكلة فعلي المزارعين التوجه لتفتيش تطوير الري في بني سويف الذي يتبع الادارة العامة لتطوير الري بالمنيا. ويشير محمد خلاف مزارع إلي أن مياه الشرب بالقرية ضعيفة داخل البيوت ونجد صعوبة في استعمال تلك المياه ونحتاج لتركيب موتور رفع لها وعندما تحدثنا مرارا وتكرارا مع شركة المياه يرد علينا المسئولون قائلين نخشي زيادة ضخ المياه خوفا من انفجار المواسير. من جانبه يوضح العميد محمود طه رئيس قطاع التشغيل والصيانة( قطاع شمال) بشركة مياه الشرب والصرف الصحي إننا نحاول دائما زيادة ضغط المياه ولكن المشكلة أن النمو السكاني لا يواكبه نمو التغذية ونرصد كل عام العجز السكاني وندرس معدل الفرد من المياه لتنميته مضيفا أن مغذي محطة أبو سليم كان من المفترض أن ينتهي السنة الماضية لعمل توازن لمدة سبع سنوات بمركز بني سويف وتوابعه وكان التأخير بسبب ضعف الميزانيات أثناء أحداث الثورة ولكنه تم تخصيص اعتمادات في الميزانية الجديدة للمحطة وستنتهي في نهاية عام2013 لتغذي مركز بني سويف وتوابعه لتنتهي مشاكل ضعف المياه. ويشتكي أهالي القرية من عدم وجود الأطباء بالوحدة الصحية المطورة المشيدة علي أرض القرية ويؤكدون علي حد قولهم أنهم غالبا لا يجدون الطبيب النوبتجي بالوحدة ويضطروا لقطع عشرات الكيلو مترات للعلاج أو أخذ الأمصال الضرورية التي يحتاجونها ولا يجدونها بالوحدة الصحية مثل مصل لدغات الثعابين وغيرها من الأمصال المهمة التي لابد وأن تتواجد في كل وحدة صحية. ويؤكد الدكتور عاطف عافية وكيل وزارة الصحة ببني سويف أنه فيما يخص شكوي أهالي القرية بعدم وجود طبيب الوردية بالوحدة الصحية باستمرار فإن معظم الأطباء يتواجدون في الوحدة في مواعيد عملهم المقررة وعند الخروج للكشف الخارجي بالقرية فإن ذلك يتم بكتابة خط سير للطبيب ونحرص علي التزامه بخط السير ولا ننكر وجود قلة من الأطباء يكتب خط سير للهروب من العمل ولكن أغلبية الأطباء يتواجدون بالوحدات الصحية ويؤدون عملهم بكفاءة في ساعات عملهم المقررة أما فيما يخص مشكلة عدم توافر الأمصال فأكد وكيل وزارة الصحة أن أمصال لدغات الثعابين والعقارب والتيتانوس... الخ متوافرة ولكن تم ضم كل وحدتين أو ثلاثة في وحدة مركزية كبيرة لضمان عدم إساءة استخدام الأمصال هذا إلي جانب اكتشاف أن بعضها يظل في الوحدة دون استخدام الي أن ينتهي مفعولها وبناءعلي ذلك توضع الأمصال في وحدة مركزية كبيرة وعندما يحتاج المريض لمصل معين يتوجه لطبيب الوحدة الذي يرشده إلي مكان الوحدة المركزية التي يتبع لها. ويشير بدر هلال عامل الي قيام اللواء أحمد زكي عابدين محافظ بني سويف الأسبق بالموافقة علي بناء مدرسة ثانوية لأهالي القرية منذ7 سنوات بعد أن خصصنا قطعة أرض بمساحة22 قيراطا أي ما يقرب من4 آلاف متر مربع ولم يقم المسئولون بدورهم منذ ذلك الحين باتخاذ باقي الاجراءات في التشييد في ظل المنح التي تأتي بالجملة لبناء المدارس المطورة ويتجرع أبناؤنا المرارة في السفر للمحافظة أو لمركز إهناسيا المدينة يوميا لتلقي العلم.