استقبل المشير خليفة حفتر القائد العام للقوات المسلحة الليبية فى مكتبه بمقر القيادة العامة بمنطقة الرجمة شرق مدينة بنغازي، مساء أمس الأول، بوريس جونسون وزير خارجية بريطانيا والوفد المرافق له، وتعد زيارة جونسون آخر مظهر من مظاهر اعتراف الغرب بحفتر. وقال مكتب إعلام القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية إن المشير حفتر بحث مع وزير الخارجية البريطانية تطورات الوضع السياسى فى ليبيا، وأضاف المكتب أن اللقاء جرى بحضور قادة عسكريين ليبيين، إلى جانب بيتر ميليت، سفير بريطانيا لدى ليبيا. وقد وصل جونسون برفقة ميليت إلى مطار بنينا الدولى بمدينة بنغازى عقب زيارته العاصمة طرابلس ومدينة مصراتة، وكان قد التقى والوفد المرافق له بطرابلس الأربعاء الماضى مع فائز السراج رئيس المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق الوطنى ، وعبدالرحمن السويحلى رئيس المجلس الأعلى للدولة ، كما زار مدينة مصراتة، والتقى خلالها عميد وأعضاء البلدية. وفى سياق متصل، حذر جونسون ليبيا من اتخاذ أى قرارات بإجراء انتخابات مبكرة، مستشهدا بقرار رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى الكارثى لإجراء انتخابات مبكرة فى بريطانيا، الذى أبرز المخاطر الناجمة عن التبكير فى الذهاب إلى صناديق الاقتراع، وفقا لما ذكرته صحيفة «تليجراف» البريطانية أمس. وأشار جونسون إلى أن فشل ماى فى ضمان الأغلبية المطلوبة لحزبها يسلط الضوء على خطورة الدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة فى ليبيا، فى ظل انقسامات ليبيا العميقة بين برلمانين وحكومات متنافسة. وحث جونسون عقب زيارته إلى ليبيا القادة السياسيين فى ليبيا للعمل معا على تنحية خلافاتهم السياسية جانبا، وحذر ليبيا من أنها ما لم تحقق اتحادا سياسيا، فإنها تخاطر بأن تتحول لأن تكون فى مواجهة جهود المملكة المتحدة لمكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية. وأضاف وزير الخارجية البريطانية أن هناك حاليا فى ليبيا ثلاث بنادق لكل مواطن ، وليس هناك أى مصادر للقانون أو الشرعية، ناهيك عن السلطة، وهناك بنكان مركزيان وبرلمانان متنافسان وثلاثة رؤساء وزراء وحكومات متنافسة. وأوضح أن هناك عددا كبيرا من المسلحين ينافسون الجيش الوطنى الليبى للسيطرة على مساحات شاسعة من الأراضى التى لا تخضع لسلطة القانون على الخريطة، وتتزايد فيها النشاطات الإرهابية والاتجار بالبشر، مما يؤثر بالسلب على أوروبا. كما أوضح جونسون أن معاناة الليبين ستستمر إلى أن تتمكن من تشكيل حكومة موحدة ورسمية، مضيفا: «ستظل ليبيا هى جبهتنا الأمامية فى مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية ما لم تصل إلى حل سياسي». وفى غضون ذلك، يشارك رئيس المجلس الرئاسى الليبى فائز السراج، فى الدورة الأولى لأعمال القمة الرباعية الأوروبية فى باريس، التى تضم فرنسا وإيطاليا وألمانيا وإسبانيا، والمقرر عقده بعد غد الاثنين إلى جانب كل من رئيسى النيجير محمد إيسوفو، وتشاد إدريس ديبي.