هل يغار الرجل بالفعل من اهتمام زوجته بأبنائه؟ وإلي أي مدي نستطيع القول إن هذا الأمر شائع في الحياة الأسرية؟ وكيف يؤثر فيها؟ وماذا يقول الأزواج في هذا الشأن؟ .................................................................................................. أحمد طارق(مهندس كمبيوتر) يغار من تدليل زوجته لابنهما ويقول: زوجتي تهتم بإبننا أكثر مني لدرجة أنها بدأت تغض النظر عن واجباتها تجاهي, ولا تهتم بمواعيد طعامي أو نظافة المنزل وترتيبه كما ينبغي.. وحجتها دائما جاهزه.. وهي أن القادم الجديد يستحوذ علي كل وقتها ليلا ونهارا.. فهل هذا معقول أو مقبول؟! أدهم يحيي( محاسب).. يبدأ حديثه قائلا: إن اهتمام الأم بالطفل شيء طبيعي ومطلوب من كل أم وهي غريزة وضعها الله في المرأة تنشأ معها منذ الصغر, ولكن لابد أن تقوم الزوجة الذكية بالتوازن بين الطرفين الزوج والأولاد وأن تعود الأطفال الصغار علي أن يعتمدوا علي أنفسهم, خاصة في الأوقات التي يحتاج فيها الزوج زوجته. أما حسن عبد المقصود( صيدلي) فيقول: كنت أحلم باليوم الذي أصبح فيه أبا حتي حملت زوجتي, وظللت تسعة أشهر أرسم للمولود في ذهني صورة أحب وأقرب إنسان إلي نفسي.. ولكن سرعان ما تبدد هذا الإحساس بعد مرور عدة أشهرعلي دخوله حياتنا, وتبددت مشاعر الحب وتحولت إلي غيرة.. لأنه سلب مني كل شيء, فلم أعد أشعر بالسكينة مع زوجتي المنشغلة طول الوقت به, وحديثها الذي لا ينقطع عنه وعن مشاكله وأمراضه وملابسه, حتي البيت تغيرت ملامحه, ولا أعلم أين الخطأ؟ ومن المتسبب في هذا الانقلاب الذي حدث في حياتنا؟ هل هو مولودنا الجديد؟ أم أنا جزء من المشكلة؟ هبة عبد القادر مستشارة العلاقات الأسرية تؤكد علي أن كل زوج عليه أن يدرك جيدا أن تحول الأم ناحية طفلها أمر طبيعي وغريزي خاصة في الشهور الأولي بعد الولادة, حيث تكون مشكلات المولود عديدة وتسبب إرهاقا كبيرا للأم, مما يجعلها غير قادرة علي تلبية احتياجات الزوج الذي عليه ألا يقارن بين هذه المرحلة وما كان عليه الأمر قبل الولادة, أو قبل الحمل, حيث كانت الزوجة مشغولة به هو فقط ولا يشاركه في ذلك أحد. وتضيف.. يجب أن يدرك الزوج أنه لابد أن يقوم بمساعدة زوجته في رعاية الطفل خاصة في الشهور الأولي, وأن انصرافها عنه تجاه طفلها يحدث من واقع حرصها علي ابنها, الذي هو ابنه في نفس الوقت, وأنها لا تقصد أن تنصرف عنه في هذه المرحلة, إنما الظروف هي التي تجبرها علي ذلك. وتشير خبيرة العلاقات الأسرية إلي أن الزوج لو قام بدوره تجاه المولود الجديد, وشارك الأم في تحمل أعبائه مثل مشاركتها في تطعيمه أو إستحمامه أو حتي تسليته, فإن ذلك سيوفر لها بعض الوقت الذي تستطيع من خلاله القيام بواجبات الزوج, ومن المهم في هذه المرحلة أن يتحاور الزوجان في كيفية إدارة حياتهما, كأن يقول الزوج لزوجته: أنا سأفعل كذا في مقابل أن نجلس سويا للتحاور أو التشاور في أمر ما, أو مقابل أن نخرج في يوم كذا, كما عليه أيضا أن يلفت انتباهها بين الحين والآخر بطريقة لطيفة إلي أهمية أن تنتبه له وألا تهمله. وأخيرا.. فإن حرص الزوج علي أن يشعر زوجته بأنه يخاف علي الطفل مثلما تخاف هي عليه, يكون عاملا إيجابيا في اطمئنان الزوجة علي الولد مع الزوج, وأن تتركه له مقابل قيامها ببعض الأعباء المنزلية والزوجية, وألا تغرق في الإهتمام بالطفل وتتكلف في ذلك, بما يجعل الزوج يتضايق من ذلك ويفقد حبه لها.