تضطرب العلاقة بين الرجل والمرأة بعد الولادة، ويأخذ الطفل الجديد مكان الأب فى الاهتمام والتدليل وحتى فى المكان، فتختار أغلب الأمهات الجدد أن ينام طفلها بجوارها على سريرها، وليس فى سرير منفصل، فى نفس الغرفة أو فى غرفة قريبة، وهذا بالطبع يسبب الانزعاج للرجل الذى يشعر بأن هذا الكائن الصغير ينحيه جانبا، ولبحث أسباب هذا التوتر يجب أن نعرف أولا هل هناك تأثيرات نفسية أو جسدية تبعد الزوجة والأم الجديدة عن زوجها؟ تجيبنا الدكتورة نادية أبو زيد، أخصائية التوليد وعلاج العقم فى القصر العينى، قائلة: إن العلاقة بين الرجل والمرأة تكمن فى علاقتهم الحميمة، وكلما بعدت اللقاءات الحميمية بين الزوجين فترت وقلت مشاعر حب والتفاهم بينهما، ولذلك فإن الزوج يعانى بعد الولادة وقبل الولادة بأشهر قليلة من ابتعاد زوجته عنه، وإذا تحدثنا بشكل علمى فإن عملية "الجماع" يمكنها أن تتم بعد انقطاع "الدم"، مباشرة دون أى مشاكل، لكن تبقى المشكلة لدى صاحبة المشكلة وهى الأم الجديدة، والتى ستظل تعانى من توابع الولادة سواء كانت قيصرية أم طبيعية، ففى كلا الأمرين تكون المرأة منهكة ومرهقة من تلك الآلام والأوجاع التى لا تفارقها، سواء بسبب وجود بعض الغرز، أو بعض الرضوض والكدمات التى تسببت فيها الولادة، وهذا يجعلها فى حالة غير مؤهلة لتدليل ذلك الزوج، إلى جانب إحساسها بالمسئولية تجاه هذا الطفل الجديد، كما أن التعب عامل آخر شديد التأثير، تستنفذ العناية بالمولود الجديد على مدار 24 ساعة فى اليوم قوة الأم جسديا وعاطفيا، لذلك كل ما ترغبين به عندما تأوين إلى السرير هو النوم. وأضافت الدكتورة فاطمة الشناوى، أخصائية العلاقات الأسرية، أن الحالة النفسية السيئة تمر بها ما بين 20 إلى 30% من النساء بعد الولادة، ويسمى اكتئاب ما بعد الولادة، وهو بالطبع درجات من أول البكاء الشديد دون سبب يذكر، وقد توصل فى بعض الحالات إلى كره الطفل نفسه وعدم رغبتها فى حمله أو إرضاعه، والمرحلة الثالثة هى البعد عن الزوج بعدا كبير، وتقول الدكتورة فاطمة: إن السبب فى هذا الاكتئاب هو التغير الحاد فى الهرمونات بعد الولادة، فهبوط مستوى الهرمونات يؤثر على الحالة النفسية والمزاجية لدى المرأة.