كشفت الدكتورة "أميرة مرسى"، المعالجة النفسية وأخصائية تعديل أسلوب الحياة"، عن الأسباب الكامنة خلف دخول المرأة بعد الولادة فى حالة من الاكتئاب والضيق النفسى، والخوف من المجهول، والشعور الدائم بالمسئولية، حيث يرجع اكتئاب ما بعد الولادة للإجهاد النفسى والجسمانى المستمرين لمدة تسعة شهور، فضلا عن آلام الوضع، بالإضافة إلى التغيرات النفسية الناتجة عن التغيرات الهرمونية أثناء الحمل. وتتعرض الأم لاكتئاب فجائى مصحوب بالبكاء بعد يومين من الولادة، وذلك بسبب التغيرات الهرمونية الكبيرة فى هذه المرحلة، لتتحسن حالتها النفسية أيضا بشكل فجائى بنسبة 50% بعد عدة أيام، حينما تعود الهرمونات لمستوياتها الطبيعية. وفى جميع الأحوال فإن دور الزوج بالنسبة لزوجته فى هذه المرحلة الحرجة صحيًّا ونفسيًّا يزيد أهمية عن دور الطبيب المعالج، من خلال احتوائه لها ومدحها وشكرها وتدليلها، وعدم تركها لفترات طويلة، كما يقع بعض الأزواج فى خطأ كبير حينما يولى قسطًا أكبر من الاهتمام للابن، لتتوارد أفكار اكتئابية فى ذهن الزوجة بأنها مجرد أداة فقط للإنجاب. كما أن كثيرًا من الأزواج يقعون فى خطأ كبير حينما يحملون الأم مسئولية رعاية الابن كاملة، وعدم التضحية بساعتين أو ثلاثة من يومهم يجلسون فيها مع الطفل لتستطيع الأم نيل قسط من الراحة، لتجدها تسهر ليل نهار مع الطفل، وفى نفس الوقت مطالبة بواجبات منزلية، مما يشكل عبئا نفسيًّا وجهدًا بدنيًّا يصعب على الزوجة نسيانهما فيما بعد. وأضافت "دكتورة أميرة" أنه يجب على جميع المحيطين بالمرأة بعد الولادة احتواء ضعفها وخوفها على وليدها من أى مكروه، خاصة إذا كانت الولادة هى الأولى، بحيث يجيبونها على تساؤلاتها التى تبدو إجاباتها سهلة عليهم، إلا أنها تشكل مشكلة كبيرة بالنسبة لها. لنجد الأم تخشى من كل شىء، وبعضهن ينشأ عندهن وسواس من النظافة، واتجاه وضع السرير، وهل سيؤدى لإصابة وليدها بالبرد أو الحر، فكلها مخاوف يمكن التخلص منها بسهولة شديدة بشرط تفهم واحتواء الزوج والجميع، وعدم النظر لها على أنها تتعمد إزعاج نفسها.