«إلى أبى الراحل أستاذ الحب، صاحب القلم الرشيق». بهذه الجملة أهدى الكاتب «محمد عبد القدوس» كتابه «حكايات إحسان عبد القدوس» فى طبعته الجديدة، إلى أبيه الراحل الكبير الأديب والصحفى صاحب السيرة العطرة «إحسان عبد القدوس». وقدم فيه 20 قصة عن علاقة والده ب «ناصر» و«السادات»، وأهل الفن، ولم ينس إبداعاته، ومواقفه السياسية. وبدأ الحكايات بالعلاقة الرائعة التى جمعت والده «سانو» بأمه لواحظ «لولا»، ووصف «محمد عبد القدوس» والديه ب «روميو وجولييت»، استعادة للحب ربطهما وجسّدا فيه أروع أمثلة الإيثار والعطاء، مُستشهدا بمقولة كتبها «إحسان عبد القدوس» نفسه فى ذكرى ارتباطه بزوجته «لولا»: «أنت وأنا وُلدنا اليوم، لم تكُن لنا حياةٌ من قبل، ولن تكون لنا حياة إلا معا.. أنت كل الحياة.. وحبي»، وقال أيضا: «لَولّا» «لُولا» ما كان «سانو». وأرجع المُؤلف وصف البعض لوالده بأنه «كاتب المرأة» إلى فهم إحسان لأحاسيس المرأة فهماً لم يسبقه إليه أحد، ما دفع بعض منافسيه لاتهامه بهذا، منوها لاستحواذ أمه على قلب ووجدان والده كملكة متوجة لأكثر من 40 سنة. وبعذوبة تنقّلت حكايات الكتاب بين علاقة إحسان بأسرته وأولاده، وعلاقته بأهل السياسة والفن ونجوم المجتمع، والإشارة إلى قصصه التى تحولت إلى أعمال سينمائية، وصولا إلى أصعب لحظاته وهى وفاة أمه «فاطمة اليوسف». وسجل «محمد عبد القدوس» انحيازه التام لأدب والده وإن خالف رؤية أشياعه، ورفض التلاعب بكتب والده بالحذف أو الإضافة، كما حدث لرواية «أنا حرة» التى ختمها الناشر بعبارة «وهكذا عاشت حياتها عابثة» فتحولت من عمل أدبى إلى موعظة! وختم المؤلف حكاياته بخطاب بعثه لوالده بعد وفاته قال فيه بصدق لافت: «أحبك أُحبك.. يا أغلى الناس». حكايات إحسان عبد القدوس كتاب شيق، أعادت طباعته الهيئة المصرية العامة للكتاب فى 270 صفحة.