من حق الرئيس مرسي ان يؤكد مساندة مصر للشعب السوري في محنته الكبري الراهنة وحسنا أن أعلن بوضوح رفضه القاطع التدخل العسكري الخارجي في الشأن السوري. لكن علي مصر أن تلتزم في كل الاحوال موقف الحياد في الصراع المسلح الذي يجري داخل سوريا بين الحكم الذي يسرف في استخدام القوة ضد شعبه والمعارضة المسلحة التي تضم فرقاء عديدين اصحاب مصالح متضاربة بينها تنظيم القاعدة ليس فقط لان بشار الاسد رغم كل سوءاته لايزال يحظي بمساندة نسبة من شعبه تخاف من انتشار الحرب الاهلية, ولكن لان سوريا أيا كان وضعها الراهن تمثل الحليف الاستراتيجي الأبقي لمصر والطرف العربي الأكثر قدرة علي التأثير في شروط الامن القومي المصري بسبب موقعها الجغرافي ولا ينبغي أن يكون المصريون الذين حاربوا الي جوار السوريين طرفا في نزيف الدم الذي يجري في سوريا ويتصاعد عدد ضحاياه بصورة يومية لا تفتح بابا للأمل في امكانية انجاز تسوية في المستقبل المنظور بين الحكم والمعارضة التي تشكل جماعة الاخوان المسلمين جزءا منها. ومع الاسف ينفخ الغرب والأمريكيون في أتون الحرب الاهلية لأنهم يرون ان الخلاص من بشار الاسد يمكن ان يضعف ايران ويقلم أظافر حزب الله ويحقق نوعا من التوازن الافضل في لبنان, لكن أيا من هذه الاطراف لا يعرف ما هو البديل لحكم بشار وحجم الخطر الذي يمكن ان يحدق بوحدة التراب السوري بعد التغيير ومدي تأثير هذه التغييرات علي مجمل الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط, وبرغم التفاوتات العديدة في مواقف الدول العربية, حيث اختارت السعودية وقطر مساندة المعارضة بالمال والسلاح, فان التيار الغالب في العالم العربي يساند حلا سلميا يبدأ بالخروج الفوري لكافة الاسلحة الثقيلة للقوات السورية من كافة المدن السورية في أسرع وقت ممكن, ووقف امدادات الاسلحة القادمة من الخارج لكل الاطراف, وفتح ممرات انسانية تسمح بمرور المساعدات الانسانية الي المدن السورية وفي جميع الاحوال فان الشعب السوري وحده هو الذي يقرر مصير رئيسه. المزيد من أعمدة مكرم محمد أحمد