10 هذه الحرب الشرسة التى تخوضها مصر هذه الأيام بشجاعة على محورى مواجهة الإرهاب وتسريع معدلات التنمية والبناء تذكرنى مصاعبها وتكاليفها الباهظة بالأيام المجيدة التى سبقت حرب أكتوبر 1973 عندما كنا جنودا وضباطا نؤهل أنفسنا للحظة التحدى. نعم إننا الآن فى حرب لا تقل أهمية عن حرب أكتوبر المجيدة وأكاد أن أجزم بوجود شبه كبير بين جرأة السادات فى اتخاذ قرار العبور وبين جرأة السيسى فى اتخاذ قرارات الإصلاح الاقتصادى لأن كلا الرجلين أيقنا وعن صدق أن الأهداف العظيمة لا قيمة لها فى غيبة من قوة الإرادة التى تضعها موضع التنفيذ على أرض الواقع قبل أن تتحول إلى عبء ثقيل يمنع الأحلام ويجدد الكوابيس. وأيضا فإن الشبه جد كبير بين جرأة جمال عبد الناصر فى كسر احتكار السلاح وتأميم قناة السويس والإصرار على بناء السد العالى وبين جرأة السيسى فى شق قناة السويس الجديدة وتنويع مصادر السلاح وبناء القوة العسكرية التى تتفق مع حجم المخاطر التى تحيط بمصر والمنطقة فكانت صفقات طائرات الميسترال وحاملات الطائرات. وفى هذا السياق فإن جرأة وشجاعة السيسى فى مواجهة الإرهاب الذى كشف عن وجهه القبيح بعد إزاحة حكم الجماعة تماثل جرأة وشجاعة مبارك فى الإصرار على اجتثاث الإرهاب من جذوره فى ضوء بشاعة وإجرام حادث المنصة الذى راح ضحيته الرئيس أنور السادات عام 1981. ومن يتمعن فى السطور السالفة يدرك لماذا تحاول الجماعة وأبواقها الإعلامية تشويه ال 65 عاما الماضية وتصفها بحكم العسكر وتنعت قادتها بكل ما هو بذيء ومتدن لأن عناوين الجرأة والشجاعة والكبرياء وصدق الإيمان وعمق الانتماء هى التى أفشلت مخططاتهم. وأى تقييم منصف وعادل للحالة المصرية لابد أن يضع فى الاعتبار أن مصر تدفع ثمن إصرارها على الاستقلال والسيادة الوطنية منذ ثورة 23 يوليو 1952 ولم تهتز أمام عواصف الغرب والشرق بثبات وصمود وإصرار.. فالمجد لمصر والفخار لنا بالمؤسسة العسكرية التى تثير غيظ وحنق العملاء والكارهين! وغدا نستكمل الحديث خير الكلام: تحدثت الدنيا بهم فى شبابها.. وجاءت إلى أبنائهم تتطلع! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله