قبل 3 سنوات بالتمام والكمال وفي مثل هذا اليوم الثالث من يوليو عام 2013 كانت مصر كلها تتساءل عن ماهية الخطوة التي يمكن أن تترجم الخروج الكبير للشعب المصري يوم 30 يونيو 2013 بل إن البعض هييء له أن هذا الغضب الجماهيري الكاسح والرافض لحكم الجماعة ربما يتبخر بمرور الأيام أو قد تحدث صفقة لتقاسم كعكة السلطة بين من تصدروا المشهد تحت راية جبهة الإنقاذ وبين الجماعة المعروفة تاريخيا بقدرتها علي المناورة والانحناء للعاصفة ثم بعد ذلك تعاود قراءة كتاب التمكين بمثل ما فعلت بعد 25 يناير عام 2011 ولكن المؤسسة العسكرية التي انحازت دائما للإرادة الشعبية بدءا من يوليو 1952 ومرورا بيناير 2011.. لم يكن أمامها خيار آخر بعد 30 يونيو 2013. وهنا وفي هذه اللحظة التاريخية الفاصلة والحاسمة من تاريخ مصر برز من بين صفوف المؤسسة العسكرية الشخص المنقذ الذي تتوق مصر إلي جرأته وشجاعته واستعداده لركوب المخاطر وسط ظروف إقليمية ودولية أقرب إلي رغبة الإبقاء علي حكم الجماعة وكان هذا المنقذ هو الفريق أول عبد الفتاح السيسي الذي تصدر المشهد قبل غروب شمس ذلك اليوم وأعلن في حضور نخبة من رموز المجتمع المصري بكل أطيافه السياسية والاجتماعية والدينية عن خارطة طريق لكي تستعيد مصر هويتها المخطوفة تلبية لرغبة عشرات الملايين من جماهير 30 يونيو. في هذا اليوم المشهود تعرف الشعب المصري علي عبد الفتاح السيسي ليس كرجل إنقاذ مهمته إطفاء الحريق السياسي الذي كان مشتعلا علي طول البلاد وعرضها وإنما تعرف عليه المصريون كزعيم يحلمون به بمثل ما تعرفوا علي زعامة جمال عبد الناصر يوم تأميم قناة السويس في 26 يوليو 1956 .. وأيضا عندما منحوا صفة الزعامة لأنور السادات إثر قراره التاريخي بحرب أكتوبر عام 1973 . إن الشعوب لا تمنح حكامها صفة الزعامة إلا مع الأحداث التاريخية الضخمة وقد كان يوم 3 يوليو 2013 يوما تاريخيا ولدت فيه زعامة عبد الفتاح السيسي لينال من اللحظة الأولي وسام الحب والتقدير والثقة من شعب مصر وهو أرفع وسام يحظي به أي حاكم.. وعلي الذين يستسهلون ما جري يوم 3 يوليو ولم يستوعبوا بعد نتائجه في حفظ مصر وتجنيبها من الفخ الكبير أن يعيدوا قراءة أوراق هذا اليوم المجيد. خير الكلام: علي قدر أهل العزم تأتي العزائم .. وتأتي علي قدر الكرام المكارم! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله