لا تصدقوا تلك المزاعم الخائبة التي ترددها فضائيات الدوحة واسطنبول ويصدقها بعض السفهاء في الداخل عن اضطراب علاقة مصر بدول الخليج لأن مصر تعرف جيدا حدود التزاماتها تجاه أمن الخليج كجزء من مكونات الأمن القومي المصري مثلما تعرف دول الخليج أن قوة مصر قوة لها لتوفير كل أشكال الدعم والحماية في مواجهة نزعات التوسع والهيمنة الإيرانية والتي ليست بعيدة عن المخططات الإرهابية التي تستهدف زعزعة استقرار المنطقة بأكملها! دول الخليج جميعا - باستثناء حكام قطر - تري في مصر عمقها الاستراتيجي وتؤمن بأهمية دعم عمليات التنمية الشاملة في مصر وتسريع عجلة الاقتصاد المصري من أجل خفض معدلات البطالة وتمكين فوائد التنمية والاستثمار من الوصول إلي جميع المواطنين تحت رايات العدالة الاجتماعية. لقد تعهدت الدول الخليجية خلال القمة الاقتصادية في مارس الماضي بمنتجع شرم الشيخ بتوفير مساعدات اقتصادية لمصر في حدود 12 مليار دولار ولم نسمع أن هذه الدول تنصلت من هذه الالتزامات والتعهدات وإنما تتواصل الإشارات من المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان بتأكيد التزاماتها وإبداء الاستعداد لتقديم المزيد من المنح والاستثمارات الإضافية. والحقيقة أنه فضلا عن العوامل التاريخية والمصالح الأمنية المشتركة فإن دول الخليج - باستثناء حكام قطر - تري في مصر اليوم نموذجا للواقعية والمصارحة تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي لم يتورط في نثر الوعود الكاذبة للشعب المصري وإنما يؤكد كل يوم حرصه علي حفز همم المصريين باتجاه العمل وتعويض ما فات علي عكس عام حكم الجماعة الذي أسقطته ثورة 30 يونيو بعد أن اكتشف المصريون أوهام السمن والعسل الموعودة علي أرض الواقع بمذاق العلقم! وحسب رواية أحد الأصدقاء الخليجيين لي فإن الرئيس السيسي اكتسب ثقة وتقدير دول الخليج «حكاما وشعوبا» عندما امتلك شجاعة المصارحة مع شعبه مثلما فعل تشرشل مع البريطانيين خلال الحرب العالمية الثانية... ومازال تصريحه الصادم بأن مصر الجديدة التي يحلم بها تحتاج علي الأقل إلي 300 مليار دولار وأنه ليس أمامنا خيار آخر وينبغي أن يكون المصريون قادرون علي فعل المستحيل لتوفير كل ما يبني مصر الجديدة. خير الكلام: شهدت لهم مواطن صالحات.. شهدن لهم بصدق الود مني ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله