لا أظن أننى على طول تاريخى المهنى والسياسى شعرت بالزهو والفخار بمثل ما شعرت به عندما تلقيت الدعوة الرئاسية الكريمة لحضور حفل افتتاح قناة السويس الجديدة. كان إحساسى بالمناسبة يختلف تماما عن إحساسى بمئات الدعوات الرئاسية والملكية التى حظيت بها داخل مصر وخارجها لأن الحدث فريد والظرف دقيق والمعنى كبير ومن الصعب للجيل الذى أنتمى إليه أن يرى فى حياته مرة أخرى حدثا تاريخيا مماثلا بكل ما يتضمنه من دلالات سياسية واقتصادية وأمنية سوف تظل حاضرة فى ذهنية الأجيال المتعاقبة كعنوان لقوة وأهمية اجتماع الإرادة السياسية مع قدرة التنفيذ والإنجاز. لقد أحسست لأول مرة بصدق ما أؤمن به وأدعو إليه بأننا كمصريين لسنا أقل من كافة الدول التى يشار إليها كنموذج للجدية والدقة وحسن أداء الواجب لأنه لاشيء ينقصنا لكى نقف على قدم المساواة مع سائر الدول المتقدمة فى عالم اليوم سوى مزيد من الجدية ومزيد من الدقة ومزيد من الانضباط والنظام فى دولاب العمل العام بالتوازى مع وقف كل مظاهر الإهمال والسلبية واللامبالاة التى أصابت مصر دون مبرر لسنوات طويلة مضت! والحقيقة أن الرئيس السيسى لا يحلم بعيدا عن الواقع فى رؤيته الشاملة لبناء مصر الجديدة فنحن بالعقل لا ينقصنا شيء لأننا نملك الأرض الطيبة والسواعد الفتية والعقول الناضجة والمواهب الفذة فى شتى المجالات وكل ما ينقصنا هو مزيد من التنظيم ومزيد من القدرة على فرز وترتيب الأولويات ومزيد من الإصرار على تخطى كافة العقبات وشطب كلمة المستحيل تحت مظلة الإدارة الحديثة وقوانين العمل المتطورة.. ثم أننى أعلم علم اليقين أن الرئيس السيسى من أشد المؤمنين بأن العنصر البشرى هو ثروتنا الحقيقية وينبغى أن يظل هو رهاننا الأساسى ومن ثم على الحكومة أن تساعد السيسى فى صياغة هذا السلوك البشرى لكى يكون أكثر ميلا نحو الجدية وتحمل المسئولية. ويا عزيزى الرئيس المنقذ لا أملك سوى الشكر والدعاء.. الشكر على دعوتكم الكريمة والدعاء بأن ينصرك الله وينصر مصر معك حبا فى مصر وللإنسانية كلها التى عاشت معك فى السادس من أغسطس يوم عبور مجيد لا يقل أهمية عن عبور السادس من أكتوبر. خير الكلام : والله ما دون العبور ويومه.. يوم تسميه الكنانة عيدا ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله