هذا المعرض واحد من المعارض التى يرصد فيها الفنان الدكتور محمد حمدى الحالة المصرية خاصة فترة ما بعد ثورة 25 يناير، والذى يفتتح الأحد المقبل ويستمر حتى 3 أغسطس بقاعة الشهيد أحمد بسيونى بكلية التربية الفنية جامعة حلوان وسبب تسمية المعرض بمناظير مختلفة قال الفنان لسببين. أولهما، اعتماد الفنان الجمع الحقيقى بين عدة مناظير للرؤية، أمامى، خلفى، جانبى، للأشكال والعناصر، وهو ما يتيح تعدد زوايا الرؤى فى حيز واحد . ثانيهما، الجمع بين الرؤى الفلسفية للموضوع الواحد، فلكل حدث عدة تفسيرات، قد تصل إلى حد التناقض، وهو ما حاول الفنان ايجاده فى معظم أعمال المعرض. استخدم الفنان ألوان الأكولين، ذات الوسيط المائى، استخداما مغايرا لما هو مألوف لطبيعتها المائية ذات الشفافية العالية، ولجأ الفنان الى سكين البالته والتى تستخدم عادة فى توزيع الألوان ذات القوام الكثيف كالألوان الزيتية أو الجواش، اذ استخدم سكين البالته لتوزيع ألوان الاكولين وكذا الرسم بحوافها كسن فرشاة دقيقة . اعتمد الفنان على عفوية وتلقائية انتشار اللون وايضا التحضير المسبق قبل التلوين واستخدام الوسائل العازلة والعناصر التى تساعد على تنفيذ الفكرة لدى الفنان وفى احدى اللوحات نجد الشخصية الرئيسية للعمل عبارة عن فلاح يشغل ربع اللوحة السفلى من جهة اليمين، يبدو على ملامحه الحزن، هو تجسيد للشخصية المصرية البسيطة بجلبابه وقلنسوته الشعبية، يلف ذراعه اليسرى ليصنع مستطيلا كشاشة التلفاز، على هيئة رقم 9 معكوسا، ذلك التلفاز الذى يظهر على شاشته باقى عناصر التكوين، التلفاز وجبة المصريين المسائية المفضلة، تطل من خلال الأحداث، والأخبار، والآراء، الصور، والكلمات. وفى لوحة اخرى نجد احد الشواطئ، هى الشخصية الرئيسية وتشغل يمين العمل وهى عبارة عن شخصية مراكبى بسيط بزيه التقليدى، وفى الخلفية مشهد لقلعة قايتباى السكندرية الشهيرة . وفى لوحة للسيد المسيح، جاء رمزا لتحمل المشاق، مشاق الحياة بتفاصيلها، المأكل، المشرب، الملبس، المواصلات، الصحة، التعليم، المسيح ايقونة الخلاص من الذنوب للبشرية كلها . عمد الفنان فى تلوينه لشخصية السيد المسيح إلى استخدام سكينة البالتة بضربات قوية تحاكى سياط جلاديه على جسده الرقيق النحيل، فكل مساحة لون تمثل ضربة سوط، وكل بقعة لون تمثل قطرة دم، عزز ذلك الاستخدام للألوان الدموية لما لها من تأثير قوى، فى مفارقة صارخة من لون الأرضية الناصعة البياض، كما هى مفارقة واضحة بين الحق والباطل، الحياة والموت .