أكدت دراسات وأبحاث مصرية وعالمية أن البيئة توفر أطعمة تغنى المرء عن استخدام الأدوية المصنعة فى مواجهة الكثير من المخاطر والأمراض، ولعلَّ أحدثها دراسة علمية بجامعة أسيوط، أثبتت أن أطعمة محددة، كالثوم، والكركم، والزعتر، تعمل كمضادات حيوية فى علاج المشكلات الصحية، ومحاربة الالتهابات الفيروسية والفطرية، بالإضافة إلى قتل البكتيريا (الجيدة) الموجودة فى المعدة. يأتى ذلك على النقيض من المضادات الحيوية التى يحذر كثير من الدراسات والأبحاث من الإفراط فى تناولها لعلاج ومنع الالتهابات البكتيرية، نظرا لتأثيراتها الصحية على الجسم. الدراسة، التى أعدتها الدكتورة أزهار محمد حسن، الباحث الأول البكتريولوجى بمعهد بحوث الصحة الحيوانية بجامعة أسيوط، نبهت إلى أن هناك أنواعا مختلفة من المضادات الحيوية تعمل ضد أنواع مختلفة من البكتيريا، وبعض أنواع الطفيليات، إذ يصف الأطباء المضاد الحيوى تبعا لنوع الجرثومة (بكتيريا أو طفيليات)، التى تسبب العدوي. وتستدرك أنه مع ذلك لا تحارب المضادات الحيوية، الالتهابات التى تسببها الفيروسات، كنزلات البرد والأنفلونزا، والسعال، والتهاب الحلق، كما أنها لا تعمل ضد الالتهابات الفطرية، لكنها أصبحت واحدة من الأدوية الأكثر وصفا اليوم. وتحذر من أن الإفراط وسوء استخدام تلك المضادات الحيوية قد أديا إلى مقاومة الأجسام المناعية لبعضها، بالإضافة إلى أن الاستخدام الزائد للمضادات الحيوية يقتل بكتيريا الأمعاء المفيدة، التى تعمل على الدفاع الطبيعى عن الجسم، مما يتسبب فى آثار جانبية كالإسهال وتقلبات المعدة والغثيان. طعامك دواؤك وتشير الدراسة إلى أنه كما قال (أبقراط)، أبو الطب: «دع طعامك يكون دواؤك، ودواؤك يكون طعامك»، مضيفة أن هناك العديد من المواد الطبيعية التى تعمل كمضادات حيوية دون آثار جانبية. وتوضح أنه من أنواع الأطعمة الطبيعية التى تساعد على مكافحة العدوي، وتعزيز الجهاز المناعي: الخضراوات والفواكه، باعتبارها غنية بفيتامين C، وهو أحد العناصر الغذائية الأساسية القابلة للذوبان فى الماء، وبالتالى تساعد على مكافحة العدوي، وتساعد على تعزيز الجهاز المناعي. كما تُعد الفراولة والأناناس والكيوى والحمضيات والكانتلوب والبطيخ والبروكلى والكرنب واللفت والقرنبيط من أفضل مصادر فيتامين C. فوائد الثوم أما الثوم فصيدلية متكاملة، وفق قولها؛ لأنه مضاد للميكروبات والفطريات والفيروسات، كما يحتوى على مجموعة من الفيتامينات والمواد المغذية والمعادن التى تعود بالفائدة على الصحة الشاملة. ويساعد الثوم أيضا على قتل الطفيليات المعوية، لذا ينصح الخبراء بتناول 2 إلى 3 فصوص من الثوم الطازج على الريق يوميا. وأوضح باحثون من جامعة «هونج كونج»، ممن أجروا دراستهم على فئران المعامل، أن مكونات الثوم تزيد من فاعلية مادة (الدوستاكسل) الكيميائية المستخدمة فى علاج السرطان مع التقليل من الآثار الجانبية لهذه المدة، فى الوقت نفسه. كما أكد الباحثون فى (النشرة الدورية للسرطان)، بمدينة هايدلبرج الألمانية، أن هذا التأثير الملحوظ للثوم على العلاج الكيميائى يمكن معه تقليل كميات الأدوية. واكتشف الباحثون أيضا أن مادة (إس.إم.إيه.سي) الموجودة فى الثوم تقلل من نمو ثلاثة أنواع من الخلايا المسببة لسرطان البروستاتا. وثبت للعلماء كذلك أن العلاج باستخدام هذه المادة مع مادة الدوستاكسل قد أسهم فى تقليل حجم الورم بنسبة 84% لدى الفئران الذين فشا فيها سرطان البروستاتا. وأشار العلماء إلى أن هذه النتيجة تمثل تحسنا بنسبة 37% مقارنة بالعلاج الذى يتم فيه استخدام الدوستاكسل وحده. من جهته، أكد العالم الألمانى الدكتور هانز رديتر، أن الثوم مضاد حيوى ينقى الدم من الكوليسترول والمواد الدهنية، وأنه قاتل فعال للجراثيم، وفى بعض الحالات كان أشد فاعلية من البنسلين والستريتومايسن وبعض المضادات الحيوية الأخري، كما يمكن اسخدامه كمطهر للأمعاء، ووقف الإسهال الميكروبي، حسبما قال. وفى السياق نفسه، يؤكد الدكتور يحيى رسلان، الباحث بالهيئة القومية للرقابة والبحوث الدوائية، أن تناول الثوم الطازج يوميا يحمى الكبد من السموم الكيميائية، التى تتجمع نتيجة كثرة تناول الأدوية وملوثات البيئة. الكركم.. والزعتر وبجانب ما سبق، تشير الدكتورة أزهار إلى أن خمائر (بروبيوتيك) الموجودة فى حليب الأم هى من العوامل الفعالة لمكافحة العديد من الكائنات المسببة للأمراض، مؤكدة أنها مفيدة لعلاج ومنع الإسهال للأطفال. وتضيف أن «الكركم» يساعد فى علاج السعال والبرد والتهاب الجيوب الأنفية وأمراض الجهاز التنفسي، وأن معجون الكركم علاج للجروح ومنشط للكبد وتنقية الدم، وكذلك الزنجبيل والبصل والحلبة وعسل النحل وورق الزيتون وزيت الزيتون والشيح والفجل الحار وزيت جوز الهند وزيت الريحان. وتختتم حديثها بتأكيد فوائد «الزعتر» باعتباره علاجا للجهاز التنفسي، وطاردا للغازات وفاتحا للشهية وعلاجا لفطريات الأمعاء ومضادا للأكسدة، كما يُستخدم فى خفض الأغذية بدلا من المواد الصناعية، التى قد تضر بصحة الإنسان. ومن فوائد «الزعتر» التى تذكرها الدراسة أيضا أنه منبه للذاكرة إذا استخدم مع زيت الزيتون إذ يساعد الطلاب على سرعة استرجاع المعلومات المختزنة، وسهولة الاستيعاب، وكذلك يُستخدم لعلاج اللثة والتهاب الأسنان، وهو أيضا منشط ممتاز لعلاج تساقط الشعر، كما أن مضغ أوراق الزعتر يساعد المرضى الذين يعانون ارتفاع ضغط الدم فى خفض معدلاته.