في غمار انشغالنا بتضميد جراح( موقعة) الخرطوم, وفي أثناء انشغال كل أجهزة الإعلام المصرية والعربية في تحليل ما حدث وسبر أغوار أسبابه وتداعياته, نشرت الأهرام تقريرا يستحق الوقوف عنده طويلا. فتحت عنوان( إسرائيل الرابعة عالميا في الأبحاث العلمية) جاء في متن الخبر أن إسرائيل احتلت المركز الرابع عالميا من حيث النشاط العلمي عبر نشر علمائها مقالات علمية في دوريات غربية مرموقة, وأن إسرائيل تقدم جزءا كبيرا من النتاج العلمي يصل الي عشرة أضعاف حجمها من حيث عدد السكان, وأن سويسرا والسويد والدنمارك, هي الدول الثلاث التي تسبق إسرائيل علي صعيد المقالات التي تنشر في المجلات العلمية المتخصصة نسبة الي عدد السكان, وقد غابت الدول العربية عن القائمة. وجاءت فنلندا في المرتبة الخامسة بعد إسرائيل ثم هولندا وكندا, أما الولاياتالمتحدةالأمريكية, فكان ترتيبها ال12وألمانيا في المرتبة ال15. وأشار التقرير الي أن العسلماء الإسرائيليين قد ساهموا بنسبة1,06% من البحوث العالمية في عام2008 وأنهم نشروا6309 أبحاث في مجلات علمية عالمية متخصصة, وكانت بحوث العالم الإسرائيلي الحائز علي جائزة نوبل في الكيمياء عام2004 ايراهان هيرشكو هي الأكثر اقتباسا, فقد نشر148 بحثا ووصل عدد مرات الاقتباس منها من جانب باحثين أجانب الي أكثر من16 ألف اقتباس( وهو مؤشر يدل علي الأهمية الفائقة لهذه البحوث). ولأن الشئ بالشيء يذكر, فقد نشرت الأهرام في وقت لاحق بعناوين بارزة أن أمريكا تستعين بتكنولوجيا إسرائيلية لإنتاج المقاتلة إف35, وأن تل أبيب ستطلق قمرها الصناعي للتجسس أفق 8 في العام المقبل. أخيرا وليس آخرا فإننا نتساءل مع فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي في بيانه الذي نشرته الأهرام أيضا: هل الحصول علي كأس العالم يحقق أهداف البلد الغالب ويحل مشكلاته الاقتصادية والاجتماعية؟ هل يوفر عملا للعاطلين أو يعلم الأميين أو يطعم الجائعين أو يخرجنا من دائرة التخلف والعالم الثالث الي العالم المتقدم؟ مجيبا: لا والله. د.محمد محمود يوسف أستاذ بزراعة الإسكندرية