◙ الجيش يواصل مطارة فلول «داعش»..والعبادى يتابع سير العمليات ويتعهد بالعمل مع العراقيين «دون تمييز» ◙ وول ستريت جورنال: انتصار الموصل يوجه ضربات قوية للتنظيم الإرهابى
بعد ساعات من إعلانه «النصر الكبير» من مدينة الموصل، قام حيدر العبادى رئيس الوزراء العراقى القائد العام للقوات المسلحة، بعمل جولات تفقدية فى المدينة، وتعهد فى الوقت ذاته بالتعامل مع «جميع العراقيين دون تمييز»، فى حين واصلت القوات العراقية مطاردة آخر فلول تنظيم داعش الإرهابى فى صحراء الأنبار، وذلك بالتعاون مع طيران التحالف الدولى، بينما عرض الاتحاد الأوروبى المساعدة فى إعادة الإعمار، وأعلن زيادة قيمة المساعدات للعراق إلى 211 مليون يورو للعام الحالى. وقال العبادى خلال استقباله بمقر قيادة عمليات نينوى وفدا من مسيحيى الموصل:»طموحنا هو أن يعود جميع النازحين وأبناء الأديان والقوميات والمذاهب، ومنهم الإخوة المسيحيون بشكل خاص إلى بيوتهم، والرد الطبيعى على داعش هو أن نتعايش معا». ووفقا لبيان صادر عن مكتبه فإن العبادى شدد على أن «تنوعنا فخر لنا ، ويجب الحفاظ عليه وإفشال مخطط داعش الذى أراد صبغ العراقيين بلون واحد..»وأضاف :»واجبنا هو حماية المواطنين وتقديم الخدمات لهم بغض النظر عن انتمائهم ، وفى عنقى كمسئول التعامل مع جميع العراقيين دون تمييز»، داعيا الجميع إلى «الحفاظ على النصر الذى تحقق بشجاعة قواتنا البطلة وبتضحياتها». وكانت مصادر أمنية عراقية قد ذكرت أن العبادى أمضى ليلته فى قيادة العمليات فى الموصل لمتابعة سير المعارك فى المناطق المتبقية من الموصل القديمة، وأضافت أن العبادى قام بجولات تفقدية فى المدينة، وقد يعلن النصر خلال ساعات إن انتهت القوات العراقية من تحرير ما تبقى من مناطق الموصل القديمة. وفى وقت واصلت فيه القوات العراقية هجماتها للقضاء على آخر ما تبقى من جيوب تنظيم داعش بالمدينة ، قال مصدر عسكرى إن عددا كبيرا من عناصر التنظيم الإرهابى قتلوا فى قصف للطيران الحربى العراقى ، استهدف مواقع للتنظيم فى قضائى راوة وعانه التابعين لمحافظة الأنبار غرب بغداد. ونقل تقرير إخبارى لقناة سكاى نيوز الإخبارية عن مصادر عراقية ميدانية قولها إنه بينما تواصل القوات المشتركة عملياتها للقضاء على المسلحين بمنطقة القليات قرب نهر دجلة بالموصل القديمة، فإن ما يقرب من 30 إلى 60 مسلحا من التنظيم يحتجزون عددا من الأسر رهائن لاستخدامهم دروعا بشرية . وقالت المصادر إن جهاز مكافحة الإرهاب العراقى يحاول أيضا القضاء على آخر ما تبقى من عناصر التنظيم فى منطقة الشهوان، مشيرا إلى أنه فور انتهاء القوات العراقية من مهامها، ستعلن مدينة الموصل محررة بالكامل . من جهته، قال المتحدث باسم الحكومة العراقية سعد الحديثى إن إعلان النصر رسميا فى مدينة الموصل لن يتم إلا بعد تأمينها بشكل كامل والقضاء على فلول تنظيم داعش، مؤكدا أنه لا داعى للتسرع فى إعلان بيان النصر. وأضاف الحديثى فى تصريح خاص لراديو هيئة الإذاعة البريطانية (بى بى سى) أن القوات العراقية حسمت الجانب العسكرى فى الموصل ولكن يتبقى البعد الأمنى وهو يتمثل فى تأمين الأحياء والمناطق المحررة والقضاء على الجيوب التى يوجد بها فلول داعش وملاحقتهم والقضاء عليهم. وقد رحبت الجامعة العربية وسوريا وإيران بإعلان النصر فى العراق، وصرح الوزير المفوض محمود عفيفى المتحدث الرسمى باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية بأن أحمد أبو الغيط هنأ العراقيين جميعا بتحرير قطعة غالية من بلادهم، مؤكدا أن تماسك الشعب خلف الجيش كان له أبلغ الأثر فى دحر عصابات الإرهاب، متمنيا أن يمثل هذا الانتصار خطوة على طريق استقرار الوضع العراقى، وأن يكون عنصرا من عناصر زيادة اللحمة والترابط بين مكونات المُجتمع تحت راية الدولة الوطنية التى توفر الحقوق لجميع المواطنين من دون تفرقة أو تمييز. ومن جانبها نقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر مسئول بوزارة الخارجية السورية القول إن «الحكومة السورية تهنئ أبناء شعبنا العراقى وحكومته، بمناسبة الانتصار الكبير الذى حققه الجيش العراقى والحشد الشعبى العراقى فى الموصل على تنظيم داعش الإرهابى. وعلى صعيد متصل، ذكر مجلس اللاجئين النرويجى أنه لايزال هناك عشرات الآلاف من المدنيين عالقين فى الموصل وقالت متحدثة باسم المجلس فى تصريحات أمس إن المدنيين بقوا فى المدينة خلال المعارك لأن الفرار يشكل خطورة بالغة على حياتهم. وبحسب بيانات مجلس اللاجئين النرويجى، فإنه لم يتبين بعد متى يمكن البدء فى إعادة إعمار وسط المدينة الذى أصاب الدمار أجزاء منه. وذكرت المتحدثة أنه يتعين أولا رصد حجم الدمار فى البنية التحتية، مثل شبكات توصيل المياه، مشيرة إلى أن الخبراء لا يزالون يجدون صعوبة فى الوصول إلى مناطق معينة فى المدينة. وأعلن الاتحاد الأوروبى زيادة قيمة المساعدات المقدمة للعراق إلى 211 مليون يورو للعام الحالى، مؤكدا مواصلة دعمه لجهود الحكومة العراقية فى عمليات بسط الاستقرار فى المناطق المحررة وإعادة إعمارها. وأشادت مسئولة الشئون الخارجية للاتحاد الأوروبى فيدريكا موجيرينى - وفقا لقناة (سكاى نيوز) الإخبارية - بالقوات المسلحة العراقية لما حققته من نصر كبير على مسلحى «داعش»، مما أسفر عن تحرير مدينة الموصل، مشددا على أن المستفيد من هذا النصر ليس العراق فقط بل أوروبا كلها، لأنه سيؤدى إلى إضعاف الإرهاب وتهديداته للمواطنين الأوروبيين. وأوضحت موجيرينى أن المساعدات المقدمة للعراق، ستكون مخصصة للمساعدات الإنسانية الإضافية والمساعدات طويلة الأمد للنازحين العراقيين والتمويل الإضافى لعمليات إزالة الألغام وغيرها من جهود بسط الاستقرار، فضلا عن آليات الاستجابة للكوارث.
رأت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية "أن هزيمة تنظيم داعش الإرهابى فى الموصل تمثل ضربة عسكرية ونفسية وسياسية كبرى للتنظيم حيث حقق داعش فى الموصل ما يمكن وصفه بأكبر إنجاز عسكرى له منذ تأسيسه عام 2014 حتى استولى على المدينة بالكامل فى أربعة أيام ، مماألحق بالجيش العراقى هزيمة مهينة بل ووجه موجات صادمة عبر أنحاء المنطقة العربية برمتها.وسلطت الصحيفة - فى تقرير لها بثته على موقعها الإلكترونى - الضوء على زيارة رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى أمس إلى الموصل لتهنئة قواته بالنصر على تنظيم "داعش" الإرهابى، واعتبرت أن هذه الزيارة رفعت سقف التوقعات بأن يعلن العبادى من هناك عن نجاح قواته فى استعادة ثانى أكبر المدن العراقية بشكل كامل . وأشارت الصحيفة إلى إن زيارة العبادى إلى الموصل تأتى بعد ما يقرب من تسعة أشهر على بدء المعركة لتحرير المدينة من مقاتلى داعش ، ليجتمع هناك مع القادة والسكان المحليين ، فيما اصبح لتنظيم داعش الآن مساحة ضيقة من الأراضى داخل العراق.