كل عام ومصر الحبيبة بألف خير وأمان واستقرار وتقدم ..احساس عارم بالفرحة والفخر يملؤنى اليوم بمناسبة مرور 4سنوات على ثورة 30 يونيو العظيمة ...ثورة عظيمة لشعب صنع تاريخا جديدا لوطنه بالخلاص من حكم الظلام الذى استمر عاما كاملا كأنه دهر بأسره عانينا فيه اسوأ صور المعاناة والاستبداد والممارسات الاجرامية والقتل وسفك الدماء والتطرف باسم الدين وزرع الفتن والتقليل من شأن مصر ومحاولة تغيير الهوية المصرية المتجذرة فى عمق المصريين .. ثورة حاشدة هادرة هزت أركان الارض بملايين من المصريين خرجوامن كل مكان ومن كل الأعمار وفِى كل المدن وفِى كل المحافظات بلا استثناء .عائلات بأسرها خرجت الى الشوارع بصدرها بلا سلاح تتحدى حكم العام الأسودبهدف رحيل حكم الجماعة الارهابية .. حكم رأينا فيه أسوأ انواع الممارسات ضد النساء والبنات خاصة واستباحتهن وتحقير شأنهن كأنهن متاع او عورة يجب اخفاؤها والغاء دورها كلية من المجتمع وضد كل فئات الشعب وتم تشويه كل قيم الانتماء والوطنية والاعتزاز به واستخدم الدين أسوأ استخدام لنشر التطرّف والتخلف والعنف . الآن وانا انظر الى هذا اليوم اتذكر اننى نزلت فى هذا اليوم حاملة علم بلدى فى يدى انا وأسرتى ومجموعة من صديقاتى من بيتى بمنطقة المنيل سيرًا على الأقدام الى ان وصلنا الى ميدان التحرير بصعوبة بالغه كان الجو حارا لكننا لم نشعر بالحرارة والزحام كان شديدا لكننا لم نتململ من الزحام لاننا كنا على هدف واحد هو الثورة حتى الخلاص من حكم الظلاميين وكانت أصوات البنات والشابات تعلو حتى عنان السماء والجدات والامهات يقفن فى الصفوف الاولى ... كانت مشاركة المراة المصرية مبهرة لانه حيث تجمعت الشابات منذ الثانيه ظهرا فى الصفوف الاولى بهتاف موحد ارحل ارحل .ويسقط يسقط حكم المرشد .. لقد اسقط شعب مصر فى هذا اليوم حكم العام الاسود وحكم المرشد وربيبه مرسى فى تفاصيل ثورة بيضاء سيكتبها التاريخ لتقرأها الأجيال المقبلة فتفخر بمصريتها ولان بها قصص بطولة تستحق ان تروى لانها كانت ثورة شعبية بمشاركة ملايين من المصريين بلا نقطة دم واحدة ضد ممارسات وحشية سقط فيها آلاف من الشهداء من ابناء الشعب المصرى دفاعا عن حرية الوطن ..استشهد مواطنون من خيرة شباب الوطن تم قتلهم واستهدافهم فى اثناء التظاهرات الحاشدة بعد اعلان التعديلات الدستورية الاجرامية لمرسى وزبانيته لتطلق يدهم للتنكيل والاستبداد والخلاص من أى معارضة ..قتلوا صحفيين وإعلاميين وطلبة فى مظاهرات الاتحادية ضد مرسى وعذبوا عند سُوَر الاتحادية المثيرين ظلما ودون رحمة .... وشباب كما الورد من خير اجناد الارض من الجيش والشرطة تم استشهادهم ومازالوا وهم يقومون بالدفاع عنا او بحراسة ارض الوطن الغالى علينا ..ان من فقدناهم من الرجال فى مقاومة الحكم الاسود هم من افضل من لدينا وعزاؤنا انهم شهداء عند ربهم يرزقون .. كل الخيوط انكشفت ولان طبيعة شعب مصرلها خصوصية تميزها انه الشعب المحب للحياة وللبهجة وللفرح وللفنون والمرح والنكتة ولن تجدى معه محاولات تغييره ليختار الظلام أوالكأبه أوالعنف أوالارهاب اوسفك الدماء . ان هذا الشعب قد أكد للعالم انه شعب محب للحياة والنور والحرية فقد خرج بلا سلاح يوم 30 يونيو فاتحا صدره لتحقيق هدفه فى الخلاص من حكم ارهابى فى أوج تقلده مقاليد الأمور ..وما اعظم تلك اللحظة التى راينا فيها طائرات الجيش تحلق باعلام مصر خفاقة مبهرة وما اعظم تلك أللحظه التى أحسسنا فيها بأن جيش مصر يتحرك لحمايتنا جميعا ..ان من اجمل المشاهد التى رأيتها مشهد نساء مصر وهن يرفعن أعلام الوطن خفاقة مبهجة ترفرف فى الميدان وسط الزحام مما جعل لهذا اليوم شعورا استثنائيا غامرا فيه مزيج من الفرحة ومن الفخر لكل من شارك فيه .. لقد صنع الشعب المصرى ملحمة وطنية تستحق ان تروى فى مائة كتاب وان تقدم فى مائه فيلم .. مازلت حتى الآن أتذكر لحظة لن ننساها لانها تاج على رأس كل مصرى هى تلك اللحظة التى تم تصويرها جوا والتى توحد فيها الشعب المصرى بأكثر من أربعين مليونا مع الجيش المصرى ومع الشرطة المصرية لكتابة فصل جديد فى تاريخ مصر للخلاص من حكم الظلاميين .ثم تلاها يوم 1يوليو اعلان الجيش للجميع مهلة 48 ساعة كخطوة لحماية الشعب ثم تلاها اتخاذ قرارات 3يوليولتأسيس مرحلة جديدة من الحكم الوطنى فى مصر... ثم تفويض الشعب للسيسى لمحاربة الارهاب وتم اختيار عدلى منصور رئيس المحكمة الدستوريه العليا رئيسا للبلاد ثم انتخاب عبد الفتاح السيسى رئيسا للوطن بأغلبية كبيرة ..ساحقة ..ومازلنا نقاوم الارهاب والعنف ومازلنا صامدين فى حربنا ضد الظلام وضد المؤامرات الدولية ضد مصر . ومازال الطريق نحو الاستقرار طويلا ومحفوفا بالمخاطر لكن شعبنا المحب لوطنه بنسائه ورجاله لن يقبل بغير النور ولن يقبل بغير التقدم والحرية وستظل لحظات عشناها فى ثورة 30 يونيومحفورة فى الذاكرة نفخر بأننا شاركنا فيها ونرويها للأحفاد لنزرع فيهم قيم الوطنية والتنوير والحرية والاعتزاز بالوطن ستظل زادا لنا يمدنا بالقدرة على البناء والاستقرار والتقدم ومحاربة كل أعداء الحياة وكل أعداء مصر الخالدة العريقة وتحيا مصر حرة مستقلة ومستنيرة. لمزيد من مقالات منى رجب