من أروع ما شاهدت على شاشة التليفزيون المصرى خلال أيام عيد الفطر المبارك وليلة الوقفة، لوحة فنية مدتها ثلاث دقائق لأغنية «يا ليلة العيد آنستينا» لكوكب الشرق أم كلثوم، والتى قامت بتصويرها المخرجة المبدعة سميحة الغنيمى شاعرة السينما التسجيلية بفكر شاعرى ولغة سينمائية حساسة، مزجت فيها بين إبداع الصورة لرقصات فرقة رضا على ضفاف النيل وصوت كوكب الشرق، فخرجت بصورة مبهرة وفى حالة من الرقى وكأنها لوحة شاعرية، لا يستطيع صياغتها غير الغنيمى التى أثرت السينما التسجيلية بأروع الأعمال وتزينت بها الشاشات، أذكر منها الفيلم التسجيلى الرائع «رحلة العائلة المقدسة» الذى تحدث عنه العالم فى التسعينيات مع أول عرض له على عدة شاشات مصرية وعربية ودولية. وقتها كانت الإعلامية القديرة الراحلة سهير الأتربى هى رئيسة التليفزيون وهى من طلبت من الغنيمى هذا الفيلم، وأتذكر كلامها لى شخصيا وفرحتها المغامرة بردود الأفعال العالمية، ورؤيتها الثاقبة لاختيار سميحة الغنيمى لصناعة هذا الفيلم الذى كتب له الخلود ليضاف لقائمة روائعها التسجيلية النادرة التى يجب أن يتباهى بها التليفزيون المصرى، ويحافظ عليها ويقدر قيمتها. المبدعة سميحة الغنيمى تمتلك فكرا مختلفا ، ومنحها الله موهبة فى الخيال بالإضافة إلى الإخلاص والتفانى فى العمل .. كل هذه المعادلة تنتج بها أفلاما تعد لوحات فنية راقية تحمل خيالا وإبداعا. وهنا أكرر مطالبتى بتقدير أعمالها والحفاظ على أفلامها التى تزخر بها مكتبة التليفزيون. وأتذكر منذ سنوات قرارا صائبا اتخذته الإعلامية الراقية زينب سويدان عندما كانت ترأس التليفزيون، وجهت فيه بأمر كتابى عدم خروج شرائط أعمال سميحة الغنيمى إلا بموافقتها، وقد كانت بالفعل وسيلة للحفاظ على روائعها النادرة.. فتقدير المبدع هو الحفاظ على إبداعه. أتعجب من بدء توقيع بعض النجوم مع المنتجين على أعمال درامية جديدة لرمضان 2018، وبالطبع يأتى التوقيع والحصول على مقدم العربون بدون معرفة قصة أو مضمون العمل، وهو أمر يدعو للشفقة على حال الدراما المصرية. [email protected][email protected] لمزيد من مقالات فاطمة شعراوي