حوار شديد الخصوصية بين العبد وربه ملئ بالروحانيات تخلله بعض الأشعار الصوفية قدمته مسرحية "قمر العشاق" بالمسرح القومى للكاتب عبد الرحيم كمال، بطولة سوسن بدر وناصر سيف وخالد الذهبى وإخراج محمد الخولى بمشاركة فرقة الفراديس بقيادة المنشد صلاح عبد الحميد. تجلى الكاتب فى رحلة صوفية شديدة التأثير على المتلقى فكان اللقاء الذى جمع ثلاثة أشخاص “مجذوب وتائبة وملحد” ، المجذوب مجذوب بقلبه والملحد لديه إنكار بكل ما يحيط به ، والتائبة تسلك طريقا جديدا تنشد فيه حب الله إيمانا منها بفكرة التوبة والخلاص من الذنوب .. الثلاثة يذهبون “لقمر العشاق” وهو مكان وزمان مفترضان من الخيال فيحدث التجلى الإلهى بداخلهم بعد أن يغمرهم الحب النورانى فيسيرون شخصا واحدا ثم تبدأ الرحلة بأسئلتهم بداية من الملحد الذى ينكر وجود الله تماما ويبغى الوصول للحقيقة والمجذوب الغارق فى حبه لله ،ثم التائبة التى تسلك طريقها الجديد والتى خرجت من المعصية إلى الإيمان الشديد ، وقد نجح الكاتب من خلال الحوار الذى يدور بينهم فى أن يجعلهم يذيبون إيمانا بهذه الرحلة الصوفية حتى يصلوا فى النهاية للتصوف والفناء الذى يريدون به رحمة الله. وقال عبد الرحيم كمال أنه ما كتب هذه الأعمال وهذا النص المسرحى تحديدا إلا إيمانا منه بأن الخطاب الدينى وتغيره لم يكن ابدا الحل الذى من خلاله نصل للعيش بسلام وأن تجديد الخطاب الروحى وإنماء الحب قادران على فعل ما نريد وانه طوق النجاة والملاذ الأخير لنا خاصة فى هذه الأيام الذى كثر فيها الباطل وتبدلت أحوال الناس بما لا يرضى الله ، وأيا ما كان معنى الحب الذى أقصده فإن الطريق إلى الله بالحب يمحو الطائفية والأفكار المذهبية والضغائن ويضعها جميعا على الجانب الأخر من الإنسانية. ووصف كمال المسرح بشكل عام بأنه من أجمل الفنون وأقربها إلى قلبه خاصة الأعمال الصوفية مؤكدا أنها ترتبط أكثر برمضان وهو ما شجعه أن يكتب هذا النص حرصا منه على العرض أيام الشهر الكريم، كما أشار إلى أنه يتمنى لو أن مثل هذه العروض تكون طوال العام خاصة بعد أن انتشر لسنوات أن التصوف من الأشياء السلبية ولهذا أحاول كتابة أعمال بها حس صوفى لتحريك القوى الإيجابية لدى جمهور المسرح .