موجة من الغضب والانفعال العصبى اجتاحت إسرائيل وحكومتها وأنصارها من القوى اليمينية والإستيطانية، ضد واحدة من كبرى صحفهم، وهى صحيفة «هاآرتس» والتى حذرت من أن الإسرائيليين الصهاينة أكثر خطرا على إسرائيل من إرهابيى حزب الله. . ولأن الإسرائيليين فى غالبيتهم من أنصار الإحتلال والإستيطان و إعتادوا ألا يسمعوا سوى أنفسهم، لم يتقبلوا مثل هذا التحذير، حتى لو جاءهم صوت ناصح من إسرئيليين مثلهم، وعلى الفور اصدروا اتهامهم الجاهز ب «معاداة السامية». الكاتب الإسرائيلى شيول روزنر المحرر السياسى لجريدة «الصحيفة اليهودية» التى تصدر فى أمريكا وعضو معهد «سياسة الشعب اليهودى» وعمل فى صحيفة «هاآرتس» لأكثر من عشر سنوات قبل أن ينتقل إلى واشنطن كتب مقالا نشر فى صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية تناول رد الفعل على مقال «هاآرتس» ووصفه بأنه كان كبيرا وأن رئيس الوزراء ووزراء الدفاع والتعليم والعدل ورئيس دولة إسرائيل قد نددوا جميعهم بالمقال وبالصحيفة.بل واتهمت بعض الأحزاب الإسرائيلية المقال بأنه معاد للسامية.وأشار قادة حزب العمل إلى أن صحيفة هاآرتس تدعو للكراهية. وأوضح شيول روزنر إلى أن معظم قراء صحيفة «هاآرتس» يعتبرون من أشد معارضى الاحتلال الإسرائيلى للضفة الغربية، ودعم الحكومة للمستوطنين ولسياسات أخرى متشددة.وأشار إلى أن أحد كبار كتاب «هاآرتس» كان قد نشر مقالا فى وقت سابق أعرب فيه عن خيبة أمله وخجله من بعض ممارسات الحكومة لدرجة أنه لم يعد يستطيع أن يرفع علم إسرائيل. ولا يعد مثل هذا المقال استثناء, حيث أنه يعبر عن اتجاه الصحيفة خلال السنوات الأخيرة، والتى يرى البعض أنها تشكل إستفزازا للآخرين. ويرى المنتقدون لاتجاه صحيفة «هاآرتس» أن كل ما تفعله هو تقديم ذخيرة لمن يريد مهاجمة إسرائيل. ويتهمون الصحيفة بأنها تنشر قصصا كثيرة تهدف إلى رسم صورة قاتمة لتصرفات إسرائيل، وتزيد على ذلك بالتنبؤ بحدوث نتائج خطيرة على إسرائيل. ويشير رونز أن أخطر ما تواجهه اسرائيل فى الوقت الراهن أن يعد الرأى العام لم يعد راغبا فى التسامح إزاء أى نقاش وأنه يرفض الانصات. وأن الاصوات مثل صحيفة «هاآرتس» ينظر اليها على أنها فقدت القدرة على التواصل مع بقية المجتمع، وكل ما تسعى إليه هو الاستفزاز. ويضيف أن المغزى من المقال الذى نشرته «هاآرتس»، بالرغم من الخلاف الذى دار من حوله وما بدا على أنه يعبر عن رأى قلة فقط ، هو أنه يؤكد مرة أخرى أن غالبية الإسرائيليين ملتزمون بتأييد السياسات اليمينية للحكومة، والتوسع الإستيطانى على حساب الأراضى الفلسطينية.