بدأت مرحلة جديدة من العلاقات مع ألمانيا، عبر بوابات عدة، البوابة الأولى العلاقات الثنائية التى تشهد نموا مطردا فى كل المجالات، أما الثانية فهى إفريقيا التى أصبحت ضمن اهتمامات مصر الإقليمية، فلم يعد يمر منتدى دولى إلا وأكدت مصر ضرورة الاهتمام بالقارة السمراء والنهوض بها والوقوف بجانب قضاياها المصيرية. ومن هذا المنطلق، تأتى مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى قمة مجموعة العشرين للشراكة مع إفريقيا تحت شعار «الاستثمار فى مستقبل مشترك»، ولعل خبرات مصر المتعددة ستسهم بلا شك فى رسم هذه الشراكة، فكان لمصر الدور الريادى فى دعم القضايا الإفريقية منذ الخمسينيات، كما رأست مصر أكثر من مؤتمر إفريقى دولى سواء مع الصين أو الدول الأوروبية وكان من بينها فرنسا، حيث تولت القاهرة مهمة الإعداد لتلك المؤتمرات الكبيرة. وكما ذكر السفير بدر عبد العاطى سفير مصر فى ألمانيا، فإن أوروبا تعول على مصر فى أن تشكل خط دفاع لحمايتها من الهجرة غير المشروعة، خاصة فى ظل القلق الأوروبى الشديد من تدفق اللاجئين والمهاجرين، خاصة من القارة الإفريقية الذين يبحثون عن فرص لحياة أفضل، وتزايدت هذه المخاوف أخيرا بعد أن أصبحت ليبيا نظرا لحالة عدم الاستقرار الضاربة فيها معبرا للاجئين الأفارقة القاصدين أوروبا، مما زاد من نشاط شبكات الاتجار بالبشر.. وترى أوروبا وبالطبع ألمانيا أنه بإمكان مصر أن تمنع هذه الهجرات ومراقبة المنافذ البحرية، أو عن طريق مواصلة جهودها البناءة لإعادة الاستقرار إلى ليبيا لقطع الطريق أمام شبكات الاتجار بالبشر. هذا بالإضافة الى دور مصر الأساسى فى الحفاظ على الاستقرار فى حوض البحر المتوسط ومنطقة شمال إفريقيا وهى المنطقة الجنوبية لأوروبا، والدليل على هذا الإدراك تكثيف الاتصالات بين الزعامتين فى البلدين، وهذا يحدث للمرة الأولى فى تاريخ العلاقات بين البلدين. وإذا عدنا لبوابة العلاقات الثنائية، تأتى مشاركة الرئيس فى الجلسة الافتتاحية للمنتدى الاقتصادى المصرى الألماني، لتؤكد عمق التعاون بين البلدين سياسيا واقتصاديا بما يصب فى مصلحة القاهرة وبرلين. لمزيد من مقالات رأى الأهرام;