برغم مرور 4 سنوات على ثورة 30 يونيو إلا أنه لم يقترب مبدع حتى الآن من أحداثها ويحاول توثيقها فى عمل فنى، وهو ما يثير الجدل، والتساؤلات حول أسباب عدم التعرض لثورة مهمة وغالية على قلب كل مصرى، ساهمت فى إنقاذ الشعب المصرى من براثن الجهل والتدمير، وفى هذا التحقيق نتوقف حول أسباب عدم الاهتمام بتوثيق هذا الحدث الجلل الذى نحتفل هذه الأيام بذكراه الرابعة، سواء من خلال فيلم أو مسلسل أو حتى عمل مسرحى. وحول هذا الموضوع تقول الفنانة سميرة أحمد: بالطبع ثورة يونيو من أهم الأحداث التاريخية فى تاريخ مصر المعاصر وتستحق بلا شك أن يقدم عنها أعمال فنية وليس عمل واحد، فقد أنقذنا الرئيس السيسى وأنقذتنا ثورة 30 يونيو من مصير مجهول. وأضافت سميرة أحمد: علينا أن نفتخر بثورة 30 يونيو وأن نخلدها فى أعمال مهمة ولا يكفى ما تم تقديمه من أعمال وثائقية، لأن الدراما هى الأقرب سواء الفيلم أو المسلسل، وأرى أننا نمتلك المواد والمشاهد واللقطات الحية التى تم تصويرها فى أثناء الثورة، ولابد من استغلالها الاستغلال الأمثل فى صناعة عمل فنى مهم يجوب العالم كله، ويتم عرضه فى جميع دور العرض، حتى يتعرف العالم من خلاله على الثورة المهمة التى قام بها الشعب المصرى من أجل القضاء على فئة وجماعة من الإرهابيين لم نعرف ماذا سيكون مصير البلد والشعب إذا استمروا أكثر من ذلك. وأوضحت: لا أعتقد أن الأفلام التسجيلية التى تمت صناعتها تعد كافية للتعبير عن ثورة يونيو، وأتمنى أن يعود إنتاج الدولة الدرامى، لأن جهات الإنتاج الدرامى الرسمى فقط هى التى يمكنها التصدى للأعمال الوطنية أو الأعمال الجادة حتى يتم خروجها على مستوى جيد، لأن إنتاج مثل هذه الأعمال سيكون صعب على الإنتاج الخاص، وبالفعل هناك تجارب ناجحة لأعمال فنية كلها من إنتاج الدولة. وأضافت سميرة أحمد: من حسن الحظ أن الرئيس السيسى يتعامل مع الفن بحب وبإحساس عال، حتى أنه هو من أعاد عيد الفن بعد غياب سنوات طويلة، فالفن رسالة مهمة يصل بها أفراد الشعوب إلى بعضهم البعض، وهو قوة مصر الناعمة، وهو ما يؤكد عليه الرئيس السيسى فى كثير من المحافل لأنه رجل وطنى وغيور على بلده، ويحقق عبارة «تحيا مصر» ويبذل الجهد لتحقيقها فى كل وقت ومناسبة. ودعت سميرة أحمد كل الفنانين والمبدعين لتقديم عمل فنى يتكاتف فيه الجميع وقالت أنا أول المشاركين، فلابد أن يشهد العالم كله حقيقة ثورة 30 يونيو. وهو ما أكده المخرج على عبد الخالق قائلا:إن الأحداث الكبيرة فى حياة الشعوب كالحروب والثروات لابد أن تأخذ بعض الوقت لتوصيفها وتجسيدها فى الفن، لأنه طوال الوقت تتكشف الحقائق التى لم تكن معروفة على مدى سنوات. وأضاف: لى تجربتان لعملين وطنيين الأول الفيلم السينمائى «أغنية على الممر» الذى أخرجته بعد نكسة 67، وتم إنتاجه فى عام 1970 وعرضه، والفيلم الثانى «يوم الكرامة» ومن تجاربى تيقنت أن الوقت لابد أن يكون كافيا لتجسيد العمل الفنى الذى يطرح موضوعا وطنيا أو حدثا كالحروب والثورات. وأضاف على عبد الخالق: الفن وسيلة مهمة لتخليد الأحداث ولابد من استخدامه بشكل جيد ومناسب حتى يبرز قيمة الحدث، ولذلك فقد يخشى بعض المبدعين الوقوع فى فخ الانحياز وتبنى رأى معين ، وأرى أن ثورة يونيو مازالت حدثا سياسيا لم ينته بعد، حيث كانت أحداثه متلاحقة. وأشارت الفنانة نادية رشاد إلى مطالبتها بضرورة عودة القطاع العام للإنتاج الفنى، قائلة: لا يقوم بإنتاج هذه النوعية من الأعمال الفنية إلا الدولة، ولابد من تقديم عمل فنى يليق بثورة 30 يونيو، وأنا على أتم الاستعداد للمشاركة فيه سواء بالكتابة أو التمثيل فيه، فلابد أن تدخل أحداث الثورة فى نسيج درامى، ومستعدة للمشاركة بلا أجر. وأضافت: الرئيس السيسى يهتم بالفن والفنانين ويعرف قيمة الفن ودوره المؤثر، وهو ما يظهر كثيرا، وأرى أن الفن يعتبر من الأولويات كالاقتصاد والسياسة الخارجية والداخلية، فهو الذى يساهم فى تشكيل الرأى العام ، وهناك الكثير من الأعمال الفنية التى ساهمت فى تشكيل الوجدان المصرى. وقالت نادية رشاد: الفن رسالة وصناعة وطنية أيضا فإذا تمت رعايتها بفتح أبواب جديدة لها غير تقليدية أو إضافة أبواب إلى الأبواب التقليديدة، فمن الممكن أن تدر أرباحا جيدة، فالفن هو قوة مصر الناعمة ولكن المنتج المفرد لا يستطيع وحده عمل شئ، ولابد أن تتعامل الدولة مع الفن على أنه صناعة وتجارة تدر ربحا والاهتمام بهذه الصناعة، سيؤدى للاهتمام بصناعة أفلام وأعمال فنية جيدة عن الأحداث المهمة ومنها ثورة 30 يونيو. وهو ما أكدته المخرجة إنعام محمد على مشيرة إلى أنه من أهم معانى الولاء والانتماء للوطن صناعة عمل فنى عن ثورة 30 يونيو تلك الثورة التى عبرت بها مصر من الظلام إلى النور، فقد غيرت وجه العالم وليس مصر فقط، ولذلك لابد من وضع تصور لعمل يتناول أحداثها ويراه العالم كله، ولكن لابد أن يسير ذلك وفق منهج مدروس ولا يكون بشكل عشوائى حتى يخرج للنور عمل يليق بالثورة. وحول هذا الموضوع يقول الناقد طارق الشناوى: لم يخرج للنور حتى الآن عمل فنى عن ثورة 30 يونيو ولا تزال هناك تفاصيل عديدة قد تتعلق بالأمن القومى، فلن تعلن الدولة كل ما لديها، كما أننا طوال تاريخنا وحتى فى ثورة 52 لم يرصدها الفن بطريقة مباشرة فى أعمال فنية، بل كانت مجرد محاولات من بعيد مثل فيلمى «الله معنا» و«رد قلبى»، فكانت هناك أفلام ترتدى ثوب الثورة، وإن كانت السينما التسجيلية أسرع فى التوثيق والتسجيل. ويضيف الشناوى: أرى أن مرور الوقت على الثورات يعطى فرصة أكبر لتسجيلها، فلا يزال يحيط الكثير من الملابسات بثورة 25 يناير، والتى يصفها البعض بأنها ليست ثورة، وعندما يتم طرح 30 يونيو فى عمل فنى فلابد من التعرض لثورة يناير، وهو ما يعوق تناولها لأن التناول ليناير سيكون بمفهومين، فثورة يناير ضرورية للحفاظ على سياق درامى لابد من طرحه مع ثورة يونيو، وقد يغضب البعض من أحد الأطروحات حول ثورة يناير، ولذلك فإن الموضوع شائك وسببه العميق ثورة يناير التى تعد ضرورة للوصول إلى ثورة 30 يونيو،