عبدالخالق: الحقائق الغائبة تمنع توثيق الثورتين فنيًا.. العدل: نحتاج أولًا إلى تحقيق مطالب الحرية والعدالة الاجتماعية محمد أمين راضى: بعد مرور 10 سنوات يمكن إنتاج الملحمة.. العلايلى: الثورة نصر يجب توثيقه.. ولطفى: حان الوقت ليكون الفن المصرى عالميًا رحب عدد كبير من المبدعين والفنانين بدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى، لتجسيد ثورتى 25 يناير و30 يونيو فى عمل فنى كبير، لكنهم فى الوقت نفسه، أكدوا على أهمية توافر الشروط التى تخرج هذا العمل بشكل لائق، ومن بينها مساهمة الدولة فى انتاجه، أيضا الكشف عن كثير من كواليس وألغاز الثورتين حتى لا يصبح العمل فنيا ولا يتحول إلى مشروع دعائى. وقال السيناريست مجدى صابر إن «لدى مصر الإمكانيات التى تؤهلنا لإنتاج أكثر من عمل فنى كبير يصل للعالمية، لكن لابد من أن تساند الدولة هذا المشروع الذى يتتبع ثورتى 25 يناير، و30 يونيو فنيا، وهما ثورتان غيرتا مسار وتاريخ مصر المعاصر، وتؤثران فى مستقبلها، مثلما فعلت ثورة 52 التى ألغت الملكية، وحرب 73 التى حققت أول انتصار على إسرائيل. وأضاف «ليس بالضرورة تقديم عمل فنى به كل تفاصيل الثورتين، فالمهم هو الرؤية وطريقة التناول، ففى مثل هذه الأعمال لابد من المصداقية فى رصد الواقع، لأن تعدد وجهات النظر فى تناول الأحداث قد يحدث خلطا والتباسا وأفضل أن يتعدد الكتاب الذين يتناولون تلك الفكرة لكى يستطيعوا أن يتطرقوا إلى الثورتين بكل تفاصيلهما، وأنا استشعرت من كلام الرئيس السيسى أن الدولة لن تترك المؤسسات الفنية وحدها فى تنفيذ هذا العمل». من جانبه، قال المخرج على عبدالخالق «هناك حقائق غائبة، حتى الآن، عن ثورتى 25 يناير، و30 يونيو ومن ثم هناك صعوبة فى توثيقهما بشكل حقيقى، وحين أخرجت فيلم يوم الكرامة، وتناولت فيه كيف استطاع أبطال البحرية تدمير المدمرة إيلات، فقد استعنت بالوثائق والمستندات التى قدمتها المخابرات». وواصل عبدالخالق: «فى الحقيقة أنه يمكن الآن إنتاج عمل فنى ضخم عن حرب أكتوبر المجيدة، بعد أن توافرت حولها معلومات غزيرة وظهر الكثير من حقائقها». فيما أكد السيناريست مدحت العدل على وجود «مقومات إنتاجية وبشرية تساعد على تقديم عمل فنى عالمى عن الثورتين، ولكن لا بد أولا من أن تتحقق المطالب المشروعة التى هتف بها الناس فى الشوارع والميادين وهى العيش والحرية والعدالة الاجتماعية». وأضاف «لابد من أن تتوافر بعض المعلومات، فهناك كواليس كثيرة مازلنا لا نعلم عنها شيئا، من هذه المنطقة تحديدا يمكن الحديث عن مصداقية تقديم مثل هذه الأعمال، ومن ثم أعتقد أنه من الأفضل ألا نسبق الأحداث، وننتظر النتائج والحصول على إجابات حول على العديد من الأمور المتعلقة بالثورتين، وحين نصل للحقائق كاملة يمكن أن نعرضها من خلال عمل فنى مناسب مبنى على وقائع صحيحة». وشاركه الرأى المخرج محمد أمين راضى، قائلا «لدينا الإمكانيات اللازمة لإنتاج أعمال فنية تعبر عن الثورتين، خصوصا أنه لم يكن بها حروب أى أن تكلفتها ستكون أقل، ومع هذا فإن الحديث عن إنتاج عمل فنى يعبر عنهما لا يزال مبكرا». وتابع «هناك الكثير من الحقائق التى لم تنكشف وهناك أحداث لم نستوعبها بعد، ولكى نسجل الثورتين فى عمل فنى لابد أولا من اكتمال الصورة واتضاح الرؤية التى يمكن يسير عليها المؤلف، ومن ثم نحتاج إلى 10 سنوات قبل أن يتحقق مثل هذا التصور». وأوضح: «إنتاج مثل تلك الأعمال، والأحداث لا تزال ملتهبة أو بها غموض معلوماتى، فإن وجهات النظر الشخصية هى التى ستسيطر على مبدعى العمل والرؤية الفنية لهم، أى ستتدخل الحسابات الشخصية، وسنبعد عن الواقعية، لكن عندما تتضح الأمور كاملة ستكون هناك حيادية فى العمل وهو ما سيثريه فنيا بنقل الحقيقة للناس بشكل سليم». بحماس شديد تحدثت الفنانة نادية لطفى عن الفكرة، قائلة: «لدينا إمكانيات ومقومات هائلة لكن لم نحسن استغلالها، ولابد من إنتاج أفلام وأعمال درامية عالمية تعبر عن الثورتين بصورة مشرفة تظهر للعالم الحقائق الغائبة عنهما وتظهر حقيقة إرادة الشعب المصرى ومطالبه الشرعية التى ثار من أجلها بطريقة سلمية أبهرت العالم». وجهة النظر ذاتها، أكدها الفنان عزت العلايلى، الذى قال: «حين يطلب الرئيس تسجيل وتوثيق الثورتين العظيمتين فى عمل فنى ضخم فهو يأمل فى أن يبرهن الفنانون، من خلال هذا العمل، على الدور الذى قام به الشعب فى استعادة حريته وكرامته، لذلك اتمنى أن نستطيع أن ننفذ ما كلفنا به فى أقرب وقت». وأضاف العلايلى «استشعرت أن الرئيس يريد أن تشارك الدولة فى إنتاج هذا العمل، وهناك الكثير من الكتاب الذين يستطيعون توصيل حقيقية الثورتين للخارج، لما يمتلكونه من وعى سياسى كبير ومن بينهم محفوظ عبدالرحمن، ويسرى الجندى، ووحيد حامد، وذلك على سبيل المثال لا الحصر، وأتمنى أن يبدأ هؤلاء الكتاب الكبار وغيرهم فى كتابة هذه الفترة»، مضيفا «أيضا حان الوقت لإنتاج عمل فنى حقيقى يليق بجحم الإنجاز الكبير الذى تحقق فى حرب أكتوبر المجيدة، فهذا النصر لابد من توثيقه، لأنه يؤكد أن مصر قادرة على ردع أى عدو مهما بلغت قوته». أيضا أكد المنتج محمد العدل أنه «يمكن انتاج أكثر من عمل فنى حول الثورتين بشرط أن تحل بعض الألغاز حولهما، وفى العموم اتمنى، فى حالة إنتاج العمل، أن يكون عميقا». فيما طالب الفنان آسر ياسين الدولة بأن تهتم بكل الإنجازات التى حققتها مصر طوال تاريخها، وعدم قصر الأمر على ثورتى 25 يناير، و30 يونيو، مضيفا «العمل الملحمى حول الثورتين يحتاج إلى سنوات حتى يترجم ما حدث بهما بشكل واقعى». وأضاف: «الارتقاء بالفن فى السنوات القادمة مرهون بمساعدة الدولة فى الإنتاج الفنى حتى يمكن الوصول إلى مرتبة عالمية ننشر من خلالها ثقافتنا للخارج».