حوار : صلاح حسن دائماً ما يحمل المخرج الكبير محمد فاضل، الكثير في جعبته ويتمير دائماً بتحليلات سياسية وقراءة للمشهد بصورة جيدة، تجعل منه محللاً سياسياً يستفيد الجميع من أراءه وخبراته، وبعد ثورة يونيو والإطاحة بمرسي، إلتقينا به وتمت محاورته حول المشهد الحالي ورؤيته لمستقبل مصر وحال سوريا وموقف أمريكا وتركيا وقطر، وحال السينما والدراما في مصر حالياً ومستقبلاً، وكان لنا معه هذا الحوار بداية أود أن أعرف ما رأيك في عام كامل شهد حكم الرئيس المعزول د. محمد مرسي؟ الإجابة تتلخص في قيام شعب مصر بثورة 30 يونيو، فأنا أراها أفضل شيء فعله الشعب المصر منذ 500 عام، وما حدث لن نلمس نجاحاته الآن ولكننا سنكتشف بعد فترة أن الشعب المصري بكافة فئاته بعيداً عن الفصيل الإخواني قاموا بعمل عظيم لا يقل عن حرب 1973. أفهم من ذلك أنك لا تريد المصالحة مع الفصيل الإخواني وإدماجه مرة أخري بعيداً عن القيادات؟ مسألة المصالحة أصبحت بعيدة تماماً وأنا لا أفضلها ولا أقف مع من يدعوا لها، فهم الذين يريدون المصالحة ويقومون بمبادرات ولن نسبق أحكام القضاء التي ستثبت لنا أنهم كانوا يهدمون مصر رغم إختلافي على القضاء الذي يقفون أمامه الآن فالأفضل أن يحاكموا أمام قضاء ثوري من نوع خاص، فالثورة عمل إبداعي فقد رأينا خطاب المعزول الأخير الذي إتخذ منه مرتعاً للسباب والتهديد ونطق أسماء بعينها وهذا شيء غير طبيعي من رئيس جمهورية بحجم مصر. هل تري أن رد فعل الجيش المصري كان سريعاً بعد 30 يونيو وعزله ل مرسي ؟ الجيش المصري لم يتسرع إطلاقاً فيما فعل فقد وقف مع الشعب مثلما فعل في 25 يناير، وأرجوا من الناس التي لديها معلومات أكثر عن مخططات الإخوان في مصر أن يتقدموا بها، فالسيسي كان صادقاً في خطاباته المباشرة للشعب المصري وما خفي كان أعظم، ومتأكد أن الأيام القادمة ستكشف أن هناك أخطر مما نتوقع، ليس في الإخوان فقط ولكن على مستوي التنظيم الدولي، فالإخوان في مصر أدوات لتنفيذ مخططات خارجية، ومش لازم الخطر يكون بالصواريخ أو الدبابات، ووحدة الجيش مع الشعب وعودة الشرطة في الوقت الحالي بكامل قوتها غير الموازين على مستوي العالم. بعد فض إعتصامي رابعة والنهضة إنقسمت أراء القيادات بين مؤيد ومعارض وربما لا نشهد حرية في المظاهرات مستقبلاً، ما رأيك؟ بالعكس فض الإعتصامين تأخر كثيراً ولا أستطيع أن أسميه إعتصام، وسط إرهابيين روعوا الآمنين وعطلوا مصالح الجميع وقتلوا وأحرقوا وأخفوا اسلحة وجثث، رغم تقديم تعهدات كثيرة بالخروج الآمن، وإكتشفنا أن ما فعلته الشرطة كان ضرورياً فقد إكتشفنا الكثير بعدها وأحرقت المساجد والكنائس، وهو كان المفترض نوزع عليهم شيكولاته عشان يسمعوا الكلام ويمشوا، فالطبعي عندما تكون التجمعات خطر على الأمن القومي فلابد من التعامل معها وشاهدنا رئيس بريطانيا عندما أمر بفض إعتصام هناك وهاجمه العض، فقال عندما يكون هناك خطر على بريطانيا فلا تسألوني عن حقوق الإنسان، وما حدث من إختلاف الآراء حل فض الإعصامين كان يهدف للصدام وفقط حتي يتم الوقيعة بين الجيش والشرطة والشعب ويتم تنفيذ مخطط إحتلال مصر. حاول الإخوان الحشد مرة أخري ولكن لم ينجحوا وتم القبض على قياداتهم، فهل فشل الإخوان في أسهل شيء يقدرون عليه؟ القبض على القيادات أفشل كثير من المخططات وليس الحشد فقط، وهناك قيادات إدارية تم القبض عليها وأسماؤها غير معروفة أيضاً كان لها الأثر في وقوعهم أكثر، وهناك حالياً أشخاص يريدون الترويج لفكرة العودة مرة أخري، فالإخوان ومن على شاكلتهم من حزب النور والوسط والوطن السلفي والعدالة والتنمية وأشخاص كانوا داخل الإخوان وإنشقوا لابد من عدم التوحد معهم لأنهم يلمعون الإخوان، فمثلاً كمال الهلباوي، إنتشر في الإعلام بشكل كبير حتي الإذاعة لم يتركها وحاول المزايدة أكثر من مرة ويقول لابد من إعادة النظر مرة أخري، ويحاول تبييض الوجه كي يظل على الساحة، ولا أعتقد أنه بعد كمية الإرهاب التي وقعت وتمثيلهم بالجثث أن يظلوا في السياسة مرة أخري، ولكن يكفيهم حقهم علينا أن نعاملهم كأفراد مصريين في المجتمع والباقي من قياداتهم يأخذ القانون والقضاء مجراه. إذن ماذا عن رؤيتك لمستقبل مصر وخارطة المستقبل التي تضم كل الأطياف في المجتمع؟ أقولها وبصراحة لن تصلح الإنتخابات المقبلة في ظل وجود أحزب دينية وأطالب بحلها فوراً والجبهة السلفية التي تتحدث دائماً بمقولة ذات مرجعية دينية، لأ لو أردتم لعبة السياسة فلا تقحموا الدين إطلاقاً، فصديقكم الحرية والعدالة أتي برجل قبطي كي يثبت أن الشكل تغير ويريد لعب سياسة مرة أخري، ستظلون محترمين لو عدتم كجمعيات دعوية همها الدعوة وفقط ولكن الدعوة الدينة والسياسة لا يتفقان ولا تحاولوا الوصول للحكم بهذه الطريقة. هل تحدث وقيعة بين الجيش والشعب بالفعل خاصة مع تنديد الكثير بتعامل الجيش مع البعض؟ لن يحدث لأن الشعب أصبح قادراً على الفرز وأعتقد أنه بعد شهر واحد من حكم مرسي، إكتشف الشعب أنه ليس هو الشخص الذي كنا نحتاجه، فالشعب المصري لديه من الذكاء والحضارة وخبرة عامين ونصف أن يميز بين المخلص والعدو ولست قلق على علاقة الشعب بالجيش. هل تري أن الحالة الأمنية في مصر الآن اصبحت مستقرة ويمكن أن تعود الأمور لطبيعتها دون عنف من الإخوان؟ أولاً لابد أن أحيي الجيش والشرطة على إحكامكهم للقبضة الأمنية وقبضهم على القيادات وتقديمهم للعدالة، والحالة الأمنية أصبحت شبه مستقرة وعلينا ألا نأمن تحركات الجماعة فما فعلوه ويفعلوه هو رأفة الموت ، لكن مفيش خطورة وخارطة المستقبل في التنفيذ وأول إجتماع تم وهذا يقلل من قدرة الإرهاب على التحرك وأؤكد أنه لا يوجد تخطيط من الجماعة ولكن يوجد مؤامرة هؤلاء لا يحررون بلدهم أو بلدهم ولكنهم مجموعة إرهابية ممولة من جهات أجنبية ولكنهم فشلوا. كيف تري محاكمة نظامين حالياً؟ وإخلاء سبيل مبارك ومهرجان البراءة الذي يحدث من آن لأخر؟ أولاً نحن نثق في القضاء ولابراءات التي حدثت كانت بسبب عدم وجود أدلة إدانة، فمن يقدم الأدلة هم الأمن والنيابة والقاضي يحكم بما أمامه فقط، ولن أتحدث عن الأحكام لأنها مبنية على الأدلة الموجودة، والمشهد الجيد هو غستطاعة الشعب المصري أن يثور على نطامين ويراهم أمام عينه مقدمين للمحاكمة. كيف تري الإساءة من البعض ل ثورة 25 يناير وأنها مؤامرة من الإخوان؟ 25 يناير ثورة حقيقية وأرها هي التدريب الأول للشعب المصري ليثبت انه يستطيع أن يحتشد ويقف في وجه الظلم، ولكنها سرقت بعد أن إستغل البعض هذا الحشد وخطفها، ولا زالت لدي علامات إستفهام تخص المجلس العسكري بقيادة المشير طنطاوي، والتاريخ والأيام سيفسر ما حدث، لأنه كان يعرف من هم الإخوان وخدم كثيراً في عهد مبارك ويعلم كل كبيرة وصغيرة فلم سلم السلطة، فثورة يناير هي الإنطلاقة الأولي وكان هناك إستعدادات قبلها من جانب حركة كفاية وإحتشاد الشباب أمام نقابة الصحفيين ومحاولات كثيرة كانت بمثابة مبادرات للثورة والتي طالبت بالتغيير وكنا في سنة أولي ثورة وبعدها إستطاع الشعب أيضاً أن يحتشد ليقوم بثورة أخري على نظام آخر سرق الثورة الأولي. لكن البعض أيضاً يسيء ل ثورة 30 يونيو وأنها كانت بمعاونة الفلول وأنها إنقلاب عسكري؟ 30 يونيو تعد إستفادة من أخطاءنا السابقة في ثورة يناير فالشعب الذي نزل في يونيو كان تعداده 22 مليون، وسيقال الكثير وقيل أيضاً في ثورة يوليو 1952 شائعات كثيرة، ولكن إن أحدثت الثورة تغييراً في المجتمع فهي ناجحة وثورة 52 جاء وراءها بناء السد العالي وبناء مصانع وإستصلاح أراضي، ولكي ننفي كل ما يقال عن 30 يونيو علينا العمل فالشعب نزل للتغير وتحمل الأعباء ولا زال وظروفه المعيشية صعبة وغلاء الأسعار في إزدياد وتعتبر الأسوأ والعام الإخواني لم يحدث فيه أي تنمية ولو هذا إنقلاب بالفعل لتذمر الشعب ففي عهد مرسي، كان هناك تلكيك على الخطأ والآن ورغم الأخطاء الشعب راضي بما حدث فهل هذا إنقلاب أم إرادة شعبية. إذن بم تفسر موقف الغرب الذي وقف مع مرسي والإخوان ولم يعترف الكثير منهم بما فعله السيسي إلا بعد فترة؟ أولا الغرب وقف لحماية مصالحه وفقط فمن هو مرسي بالنسبة لهم حتي يقفوا معه فو ليس بزعيم أو شخصية كبري، ولكنهم وقفوا ضد مشروع كانوا يخططون له ويرونه يفسد أمام أعينهم ورأينا قفشات الكونجرس الأمريكي مع أوباما، لأنه كان هناك مادة في الدستور المعطل تقول بأنه من حق رئيس الجمهورية أن يغير العاصمة والحدود، وهذا كفيل بتنفيذ أطماع أمريكا وإزاي بلدنا تتباع وإحنا وقفنا بكل طاقتنا عشان نجيب حقنا في طابا، هذه بشاعة. كيف تري قرار أمريكا المتأرجح بين توجيه ضربة عسكرية لسوريا أو تنازلات تؤدي لسقوط بشار الأسد؟ أجاب فاضل، على السؤال بسؤال، حيث قال وهل من المعقول أن بشار الأسد، يكون لديه علم بأن العراق خربت ودمرت بسبب تلكيكة الكيماوي ويروح يضرب كيماوي؟!، أمريكا سواءً كان هناك ضربة أو غيره من إسقاط لبشار أو أي شيء، فهي تريد حفظ ماء وجهها الذي سقط في مصر بعد قيام الشعب بثورة يونيو، ويكفي أننا نحاكم القيادات أمام قضاء عادي، فيد أوباما هاوية ويحاول تجميل صورته الداخلية وصرف مليارات على جماعة وأعطي لنفسه الحق في قتل أسامة بن لادن زعيم القاعدة وزعلان إننا قبضنا على الظواهري وحبارة. كيف تري تصريحات أردوغان والتي أثرت بدورها على الفن التركي في مصر؟ أردوغان لا يحمل سياسة دولة ولكنه شخص لديه عقدة بأنه سليل الإمبراطورية العثمانية ويريد أن يعود للخلافة وهو سياسياً ضعيف، وبيفكر نفسه زي ما بنقولها عندنا في مصر الواد بتاع المنطقة ، أما تأثير تصريحاته على دعوات بمقاطعة الفن التركي في مصر فهي مقاطعة رمزية فالأهم منها هو مقاطعة المنتجات التركية وهذا سيؤثر على إقتصادها وأعتقد أن البضائع التركية توجد في السوق المصري بكثافة. كيف تري تأثير إعلام فضائية الجزيرة ومواقف القيادة القطرية على العلاقات القطرية المصرية؟ الجزيرة دي بالونة صرف ولا يجب الحديث عنها لأننا نعرف أنها ممولة من جهات أمريكية وإسرائيلية ونعرف كيف بدأت ومصرين أن تنتهي وياريت اللي بيحصل يأثر على علاقتنا بقطر ولابد أن تتأثر وشاهدنا الرئيس المؤقت عدلي منصور، وهو يقول صبرنا بدأ ينفذ على قطر ولعل تغيير النظام يجعل الأمور تأخذ منحني جيد، ولا ننسي أن قطر بالنسبة لمصر شيء صغير فهي كدولة ذات مساحة قليلة لن تؤثر علينا، ولكن علاقتنا بالشعب القطري شيء آخر وليس له علاقة بما يحدث. ماذا عن رأيك في لجنة الخمسين المعنية بالدستور وما الرسالة التي توجهها لهم؟ تشكيل لجنة الخمسين جيد ولا خلاف عليه، ونحن نريد دستور محترم ولا يهمنا عدد المواد وأتمني أن تقل المواد قليلة والتفاصيل تترك للقوانين وأنتم تمثلون الشعب ويجب عليكم الرجوع للشعب في أي قرار تتخذونه. هل ترغب في إخراج درامي نري فيه ثورة 30 يونيو مثل ثورة 25 يناير؟ ثورة 30 يونيو مختلفة عن 25 يناير ولو تمت معالجتها درامياً أعتقد أنها ستكون ناجحة أكثر لو تم تناولها في ظاهرة إرادة الشعب الذي يستطيع ان يفعل أي شيء. ماذا عن آخر التطورات في المسائل المادية الخاصة بمسلسل ربيع الغضب مع جهة الإنتاج؟ أري أنها مشاكل إنتاجية لا يهتم الجمهور بمعرفتها مثلها مثل أي مشكلة ربما تحدث مع الأشخاص في أعمالهم، ولا أيد مناقشتها. كيف رأيت دراما رمضان 2013؟ وما رأيك في تحويل الأعمال السينمائية والأدبية إلي دراما؟ دراما رمضان لعام 2013 كانت جيدة وهناك محاولات من المبدعين والمؤلفين وكتاب السيناريو أن يقدموا شغل جديد وجيد، فقد شاهدت مسلسلات ذات، موجة حارة، بدون ذكر أسماء، ومسلسلات الست كوم ، وأري أنها أعمال جيدة وهي نوع من الثقة والتدعيم، أما تحويل الأعمال من سينما لدراما أو من أدب لدراما وسينما فأنا لست مع إعادة الأعمال الناجحة وألا يكون هناك حجر على الإبداع هذا في السينما، أما تويل الروايات إلى أعمال درامية وتلفزيونية فأنا أدعوا أصحاب الروايات أن يعلمونا الدراما في التلفزيون وقديماً كانت الدراما تعتمد فقط على الروايات الأدبية فالأدب جزء من الدراما ورأينا يوسف السباعي، وثروت أباظة، ومحمد عبد الحليم، في دراما الستينات حيث أمتعونا برواياتهم والآن نتمتع بروايات بهاء طاهر، وأسامة أنور عكاشة، وصنع الله إبراهيم. هل تري أن القطاع الحكومي فشل في الدراما الرمضانية لهذا العام؟ وما التوصيات التي لابد من إتخاذها للنجاح؟ القطاع الحكومي به مشاكل كثيرة والعام الإخواني خرب الإعلام المصري القومي وبالتالي المسألة تحتاج وقت حتي يتم التطهير وأطالب درية شرف الدين وزيرة الإعلام وعصام الأمير رئيس القطاع بتخصيص جزء من جهدهم لوضع خطة إنتاج لإتحاد الإذاعة والتلفزيون والمطالبة بميزانيات كي يستطيع الحكومي أن يساير الخاص ويحدث الإنتعاش الدرامي. ماذا عن صناعة السينما؟ وما الجديد عن فكرة فيلمك الجديد ناصر 67؟ وهل هناك جديد من الأعمال حالياً؟ السينما لم تعد قادرة على التوازن حتي الآن فلن تحدث ثورة في السينما والفن في ظل عدم إستتباب الأمن بشكل كامل حتي يستطيع الصناع أن يبدعوا والمنتجين يستثمروا أموالهم، والجمهور يذهب للسينما للأسف صناعة السينما مرتبطة بالأمن، وأتمني أن تستقر الأوضاع حتي يخرج فيلم ناصر 67، للنور فالفكرة موجودة وتحتاج إستقرار، والآن لا جديد من أعمال فنية حيث أن المنتجين عادة وبعيداً عن الظروف الثورية يحتاج المنتجين شهرين بعد كل موسم لإلتقاط الأنفاس للبدء في أعمال جديدة.