«مدفع رمضان بدأ فى فلسطين وتحديدا فى القدس مع جدى الحاج أمين صندوقة ، منذ العهد التركى أى من مائة عام تقريبا».. بهذا الكلام بدأ الممثل الفلسطينى رجائى صندوقة - مسئول مدفع القدس- حواره للأهرام واستكمل قائلا: بعد وفاة جدي، ورثه والدى الحاج يحيى. وكنت أنا وأخوتى نساعده فى بعض الأوقات، فنتناوب على إطلاق المدفع». ويتذكر رجائى: «فى يوم من الأيام قام الاحتلال باعتقالى أنا وواحد من إخوتى بحجة أن من يطلق المدفع هو الشخص الذى يحمل التصريح اسمه، وبعدها قمت بنقله الى اسمي، وهذا منذ ثلاثين عاما تقريبا». حتى أواخر الثمانينيات ، كان يتم استخدام مادة البارود لاطلاق المدفع ، حتى منع الاحتلال صنع هذه المادة منذ زمن الانتفاضة ، وكافح رجائى حتى حصل على الموافقة على اطلاق المدفع ولكن باستخدام قنابل صوتية جاهزة. ويسترجع رجائى أيضا:«قديما كان هناك تصريح لاطلاق المدفع فى رمضان و الأعياد والمناسبات الدينية أما الآن يقتصر الأمر على رمضان. ومنذ سنوات وشرطة الاحتلال تحاول إسكات صوت المدفع فى مدينة القدس بحجة الأمن والقانون، وكل يوم يحضر أحد من المختصين القنبلة الصوتية مع حراسة من رجال الأمن، وينتظرونى على البوابة حتى أنتهي، مرة عند الافطار وأخرى عند السحور، وعلى مدى 30 عاما، وأنا محروم من تناول الافطار مع أسرتى فى رمضان ». المدفع بالنسبة للمقدسيين -كما يقول رجائي- رمز أساسى من رموز رمضان ، خصوصا فى ظل الظروف التى تمر بها مدينة القدس من تهويد ، وجميع سكان القدس وخاصة البلدة القديمة لا يفطرون إلا على صوت المدفع، وحتى بعض المساجد فى القدس ترفع آذان المغرب بعد سماع صوت المدفع . المدفع موجود على تلة عالية مقابل سور القدس وبالتحديد باب العامود ، والمدفع القديم موجود حاليا فى المتحف الاسلامى فى المسجد الأقصي.