لم تكن «صفاء» ذات الوجه الأبيض الشاحب المختفى فى سحابة شعرها الطويل تعلم بسذاجتها طبيعة الذئاب البشرية التى تعيش حولها وتدهس البراءة تحت نيران شهواتها وغرائزها المجنونة لتحاول التهام كل فريسة تقع بين أنيابها ومخالبها من باب الحب المصطنع، ولم تدر أنها ستصبح ذات يوم ضحية لمجموعة من الذئاب، وأن الطعنة ستأتى من حبيب القلب بعد أن نشأت بينهما قصة حب تعهد خلالها بالزواج، وأنه سيكون الخنجر المسموم الذى سيطعنها فى شرفها ويضع سطور نهايتها المأساوية فى ظلمة الليل ووسط الزراعات لترى الفتاة مالا تتوقعه على أصوات نقيق الضفادع وعواء الذئاب وحفيف الرياح. وبتخطيط متقن لعب الحبيب الندل دور البطولة ليكون انتهاك شرف حبيبته التى لم تتجاوز 16 ربيعا هو المداد الذى وقع الاتفاقية الجهنمية بعد أن بدأت علاقة العشيقين يصيبها الملل والفتور خاصة مع رغبة العشيق إنهاء العلاقة، لتقع الكلمات على مسامع صديقته كالصاعقة بعدما تخيلت أن من تعلقت به واستسلمت لطلباته قد يفارقها ويرتمى فى أحضان غيرها، واسودت الدنيا أمام عينيها، وطالبته بالزواج كما وعدها، لكنه ماطلها وتعمد الهرب وخدعها عندما أيقن أنها تنوى كشف علاقتهما أمام الجميع نتيجة وعوده الزائفة، فقرر أن يلقنها درسا لن تنساه، وبدأ يعد خطة للخلاص من الأزمة بأقل الخسائر وحاك مؤامرة خبيثة لإبعادها عن طريقه وبابتسامة صفراء تخفى وراءها غدرا وانتقاما وغيلة ارتدى عباءة إبليس واستعان بثلاثة ذئاب من أصدقائه. وفى تلك الليلة السوداء التى رسم فيها شيطان الإثم والضلالة خيوطها العنكبوتية تحول الحبيب إلى وحش كاسر فى غابة بعدما اتفق مع رفقاء السوء على استدراج الضحية وبحيلة ماكرة تم اقتيادها تحت تهديد الأسلحة البيضاء إلى أحد المنازل المهجورة داخل الزراعات بإحدى قرى المحمودية، وبمجرد أن وقعت عيناها على الذئاب الأربعة الذين يتخبطون بها أدركت أنها سقطت فى شباكهم، فصرخت بعلو صوتها، عل أحدا ينجدها، فصار بين المتهمين حوار يشوبه الهمس وتجمدت نظراتهم نحو الفريسة وامتلأ قلبها بالخوف والرعب، وتحجبت الرؤية أمامها وبخطوات مثقلة حاولت أن تتكئ على حائط المنزل لتقع مغشيا عليها من هول الصدمة، ولم تفلح كل محاولاتها فى الهروب من براثن شياطين الانس، الذين نهشوا جسدها بوحشية وتناوبوا عليها تحت تأثير المخدرات لمدة 4 ساعات ولم يرحموا أنينها، ليخلف وراءها جرحا غائرا، وقامت خالتها فور علمها بالجريمة بإبلاغ المقدم مصطفى الصيرفى رئيس مباحث المحمودية الذى أخطر اللواء محمد خريصة مدير الإدارة العامة لمباحث البحيرة بالواقعة، وانتقل العميدان حازم حسن رئيس وحدة البحث الجنائى بالمديرية ورأفت النجار مأمور مركز المحمودية إلى مكان الواقعة، وتمكن النقيب كريم بدران معاون المباحث من ضبط المتهمين، وبمواجهتهم أعترفوا بارتكابهم الواقعة وأمر اللواء عبدالعزيز خضر نائب مدير الأمن بإحالتهم إلى النيابة التى قررت حبسهم على ذمة التحقيقات.