وسط الظلام والسكون الذي تخترقه أصوات ونقيق الضفادع تسلل العشيق الملثم مسابقا الرياح مخترقا الزراعات التي تتمايل مع نسمة هواء نقية تبعث المرح داخل النفوس وبسرعة الحركة وقفزة الغزال ليستقر داخل إحدي الغرف الخلفية لمنزل عشيقته والتي ترقب الطريق عن كثب خلف نافذة الغرفة الصغيرة الضيقة. وبلهفة وفرحة دفينة يصاحبها قلق ورعب من أن يكتشف أمرهما أحد ولم يعلما بأن ذلك سيكون آخر لقاء لهما محرم ويلقيا حتفيهما متفحمين . ترجع أحداث الواقعة عندما وقف الشاب أمام شريف رشاد وكيل أول النيابة ليروي مأساته بعد أن أشعل النار في شقيقته وعشيقها ابن القرية. وبصوت قوى وكلمات تصاحبها الثقة ووجه عابس قال: لقد كانت سعادتنا لا توصف يوم أن تقدم أحد أبناء القرية للزواج من شقيقتي والتي علت وجهها حمرة الخجل والحياء كأي فتاة وشعورها بأن هناك من يريدها كزوجة، كان يوم زفافها يتحاكي عنه العائلات ومرت السنون بسيناريوهاتها المعتادة والمتقلبة إلي أن حدثت مشادة بينها وبين زوجها وأصبحت الحياة مستحيلة بينهما تدخل الكثير والكثير للتوفيق لكن دون جدوى وتم الطلاق وعادت إلي منزل العائلة الذي نقيم فيه أنا وأبي المسن الضرير. واستمرت الحياة طبيعية لفترة دون أن نشعر أن هناك ذئب بشري نسج خيوطه حولها وأوقعها في شباكه. وفي أحد الأيام فوجئت بوالدي العجوز يوقظني من النوم في وقت متأخر من الليل ويخبرني بأن هناك صوتا ينبعث لم يستطع تحديده معتقدا بوجود لص. انتفضت من فوق سريري وتسللت في خلسة مطمئنا إياه وتقودني أذناني إلي مصدر الصوت المتقطع والمنبعث من داخل الغرفة الصغيرة والتي نستخدمها كمخزن انتابني إحساس أعجز أن أصفه توقفت أنفاسي وازدادت ضربات قلبي وكدت أن يغشي علي حيث مر العمر أمام عيناى في لحظة. فشقيقتى التي أحببتها بين أحضان ذئب بشري..أغلقت باب الغرفة والنافذة بإحكام وقمت بسكب كمية من السولار الذي كانت قطراته تتطاير وكأنها تبعث رسالة لي تعدني بالقضاء عليهما متفحمين. والغريب أنهما لم يشعرا بوجودي أو بأي شيء إلي أن أشعلت النيران في الغرفة حيث تماسكا وتشابكا الأيدي لفقدهما الأمل في الخروج سالمين لضيق مساحتها وما تحتويه من بعض الأجولة. ليشعر والدي بلظى وسخونة النار ليطلق صرخاته المتتالية ليوقظ الأهالي لإنقاذه والذين تجمعوا ونجحوا في السيطرة علي الحريق ليجدوها وعشيقها متفحمين. وأنا لست نادما وأشعلت فيهما النار لشدة حبي لها وانتقاما لكرامتي ووالدي وشرف العائلة لعل ذلك يكون عظة لكل من اعتاد ممارسة الحب المحرم. تم تجديد حبس الشقيق وأحيل إلي محكمة الجنايات والتي ستقول كلمتها.