يتوجه اليوم ملايين الإيرانيين إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيسهم الجديد، حيث تتزامن الانتخابات الرئاسية مع انتخابات للمجالس البلدية والقروية والانتخابات التكميلية لمجلس الشورى الإسلامي»البرلمان» فى بعض المدن. ومن المقرر أن يخوض الاستحقاق الرئاسى 6 مرشحين، إلا أن المرشح إسحاق جهانجيرى انسحب لصالح الرئيس الإصلاحى حسن روحاني، كما انسحب محمد باقر قاليباف لصالح المرشح المحافظ إبراهيم رئيسي. وبهذا، فإنه يتبقى أربعة مرشحين لخوض الانتخابات، بينهم روحانى ورئيسي، حيث يبدو أن المنافسة ستنحصر بينهما بصورة أساسية. ورئيسي-56 عاما- رجل دين ومحام وحديث العهد بالسياسة، وإن كان يتمتع بدعم كامل من رجال الدين الأكثر نفوذا فى البلاد، وعلى رأسهم المرشد الأعلى آية الله على خامنئي. ويواجه الرئيس الإصلاحى حسن روحانى -68 عاما- اختبارا صعبا اليوم وسط احتمالات بأن تؤتر خيبة أمل الكثير من الإيرانين إزاء ثمار الاتفاق النووى مع الغرب على نتائج الانتخابات. وعلى الرغم من أن إبراهيم رئيسى لا يشكك فى الاتفاق النووى الذى وافق عليه المرشد الأعلى خامنئي، لكنه ينتقد نتائج هذه التسوية التى لم يستفد منها الإيرانيون الأكثر فقرا، ويقول إنه يريد الدفاع عن هؤلاء. ويسلّط رئيسى الضوء على الأرقام السيئة للبطالة التى تطال 12،5٪من السكان و27٪ من الشباب، ويتهم حكومة روحانى بأنها لم تعمل سوى لصالح الفئة الأكثر ثراء فى البلاد والتى لا تمثل سوى 4٪من السكان، على حد قوله. أما روحاني، فيصب فى صالحه الانخفاض الملحوظ فى معدل التضخم الذى بلغ 40٪ فى 2013، وانخفض إلى 9،5٪ حاليا. وتتزامن هذه الانتخابات مع تصاعد التوتر مع الولاياتالمتحدة، حيث انتقدت وزارة الخارجية الإيرانية أمس سلسلة العقوبات الجديدة التى فرضتها وزارة الخزانة الأمريكية ضدها بسبب برنامجها للصواريخ الباليستية، ووصفتها بأنها غير قانونية وغير مقبولة. وأكدت فى بيان رسمى على حق إيران فى تعزيز قدراتها العسكرية، واعتبرت أنه لا يعد انتهاكا للاتفاق النووى مع القوى العالمية. جاء ذلك ردا على إعلان وزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات على اثنين من كبار مسئولى الدفاع فى إيران وشركة إيرانية ورجل صينى وثلاث شركات صينية لدعمهم برنامج إيران للصواريخ الباليستية.