مشكلات الثانوية العامة الموسمية والبشكاء والنحيب والصراخ والعويل الناتجة عن صعوبة الأسئلة أو سؤال محدد ليست بسبب هذه الصعوبة ولكن لأسباب عديدة أولها وأهمها النظام السييء والمتخلف لتقييم الطالب والذي يعتمد علي امتحان قدرة الحفظ واسترجاع المعلومات, ليس في مرحلة الثانوية فقط, بل علي مدي مراحل التعليم المختلفة والمرتبط بالمقررات الدراسية التي لاتتناسب مع الزمن والمرحلة السنية والعلوم الحديثة التي أصبح الطالب يتعرف عليها ويتعامل معها من خلال استخدام شبكة الانترنت. وترتبط هذه المشاكل أيضا بعدم تدريب المعلمين بأسلوب علمي حديث وإعداد برامج تأهيلية وغيرها علي مدي العام الدراسي لتطوير الأداء واكتساب المهارات اللازمة داخل الفصول خلال العام الدراسي بالإضافة إلي تعيين الحكومة لمعلمين خلال السنوات الطويلة الماضية غير تربويين وفي تخصصات غير تخصصاتهم الأصلية التي من اجلها حصلوا علي الشهادة الجامعية, وفشل الإدارة المدرسية في ربط الطالب بالمدرسة وعدم حضوره إليها وتغيبه طوال العام عن الحضور والاهتمام فقط بالدروس الخصوصية. آفات عديدة أصابت المجتمع المدرسي خلال سنوات تتعدي الأعوام الخمسين الماضية أضاعت فيها وزارة التربية والتعليم كل ما يرتبط بالعملية التعليمية لتخاذلها أو عدم متابعتها للتطورات التي تحدث في العالم المتقدم والدول الساعية إلي النهوض بتطوير تعليمها أو استيعابها المفهوم الحديث للتعليم والأهداف والنتائج المطلوبة والمواصفات اللازمة للخريج والمعايير المطلوبة للمعلم والعاملين بالإدارة. والحقيقية أن عدم الاعتراف بهذا التجريف الذي حدث في التعليم والفكر غير العلمي الذي تتعامل به المؤسسات التعليمية مع الطلاب والواضح في الخريجين وسوق العمل يؤكد أن لدينا مشكلات كبيرة تحتاج إلي عقول مبتكرة وقادرة علي إعداد نظام جديد للتعليم. [email protected] المزيد من أعمدة محمد حبيب