برغم قيام الثورة الا ان المواطن العادي لم يشعر بتغيير حقيقي في التعليم كمنظومة او علي مستوي تعليم الطالب وتطوير اعداد المعلم والادارة المدرسية، ومازال اولياء الامور والطلاب يشتكون من المشاكل المتكررة في نظام التعليم والتي لاتسهم في تخريج النوعية التي يحتاج اليها المجتمع. اكدت السيدة سميحة الذهبي مدير ادارة شرق مدينة نصر التعليمية ان العملية التعليمية في مصر كانت ومازالت تعاني من الكثير من العوائق والاشكاليات علي مدار العقود الماضية, مشيرة الي ان مصر مابعد الثورة لم تتغير كثيرا في مجال التعليم عما كانت عليه, واضافت ان العملية التعليمية تفتقد الي جميع مقوماتها الاساسية بشكل او بآخر والتي تكمن في الطالب المتلقي من المعلم وسوء المناهج المدرسية والبيئة المحيطة بالطالب. واوضحت ان هناك عدة مشاكل كبيرة تحول دون تطوير التعليم حيث ان الطالب لايتلقي التأهيل الكافي تربويا ونفسيا قبل الالتحاق بدور التعليم نتيجة لانشغال اولياء الامور بالتكسب والتعايش فضلا عن المشاكل الحياتية والاسرية والمجتمعية التي كانت ومازالت تفتك بالمجتمع وبكافة ابنائه ولاتسمح لهم بفرصة كافية لتأهيل النشء. وحول هذه القضية يؤكد الدكتور احمد يحيي استاذ علم الاجتماع بجامعة قناة السويس ان التطوير يحتاج الي تغيير المدخلات الرئيسية للعملية التعليمية وعلي رأسها المعلم والادارة المدرسية بالاضافة الي طريقة واسلوب التقييم في الامتحانات, فهذه هي اساسيات عملية التطوير بحيث نتجاوز اسلوب التعليم التلقيني المبني علي الحفظ والاسترجاع الي اسلوب التعليم الابتكاري القائم علي الفكر والابتكار وتكوين عقلية ثقافية تعتمد علي الحوار والمناقشة واكتشاف المواهب والقدرات وصولا الي تحديد المناهج المتخصصة التي يحتاجها المجتمع. والاهتمام بتكوين وتشكيل المعلم العلمي, ويقترح عدم قبول طلاب بكليات التربية من خريجي الثانوية العامة بل من خريجي الكليات الاكاديمية من الحاصلين علي تقدير جيد جدا فأعلي مع تأهيلهم تربويا لمدة عامين واخيرا الاهتمام بالادارة المدرسية بحيث تكون ادارة علمية وليست وظيفية يتولاها نخبة قادرة علي التطوير. وتشير الدكتورة ناهد رمزي استاذ علم النفس بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية ان إحدي سلبيات هذا النظام التعليمي تؤدي الي هدر القدرة الابداعية لدي الطلاب لانه لايحصل علي فرصة للتعبير عن رأيه ومناقشة المعلم وذلك يرجع الي ازدحام الفصول وانتشار الدروس الخصوصية, بالاضافة ان المدارس لاتستخدم الاساليب التكنولوجية الحديثة والمنهج الدراسي بحاجة الي التطوير وان الطالب يعتمد علي نفسه في جمع المعلومة, كماان اسلوب الامتحان اسلوب تقليدي لايترك للطالب فرصة لتقديم رأيه. واشارت الي ان مجال التواصل الاجتماعي قد استطاع من خلاله الشباب ان يلتقوا فكريا ويتبادلوا الافكار فيما يتعلق بحقوق الانسان وحرياته مما اتاح لهم لقاء عبر الأنترنت أدي الي القيام بثورة تعد من الثورات القليلة في العالم.