الثانوية العامة.. وفشل النظام التعليمى ستظل الثانوية العامة إلى ان يشاء الله، هى الهم الأكبر للطلاب وأولياء الأمور، بل وللمجتمع بأسره، والمؤثر المرعب فى مستقبل هؤلاء الطلاب، والمحدد الأول والأخير فى مستقبل التخصصات العلمية، التى تتلقفها سوق العمل سواء كانت محتاجة إليها أولا، وبصرف النظر عن إمكانيات وقدرات الخريج، طالما ان بعض المسئولين عن التعليم، ليس لديهم التجربة الحقيقية حول كيفية بناء نظام متكامل الأهداف عن التعليم، وتحيطهم مجموعة من أصحاب النظريات القديمة ولهم عقول متحجرة . وفى هذه الأيام التى نعيشها، نشهد يوميا الصراخ والبكاء، وحالات الإغماء أو الفرحة، على وجوه الطلاب عقب تأدية كل امتحان، بما يعنى الإجابة على سؤال واحد فقط، مدى سهولة أو صعوبة الامتحان، والحقيقة ان هذا المفهوم الذى رسخته الثانوية العامة، فى عقول وأذهان الطلاب والمجتمع، هو المقياس الحقيقى لفشل هذا النظام التعليمى، الذى جعل من التعليم بشكل عام، مجرد عملية تلقين للعلم واسترجاع للمعلومات، وحول أداة التقييم إلى مجرد كابوس. وإذا أردنا ان نوضح مرارا وتكرارا، ان مفهوم التعليم ليس مجرد تلاميذ، يذهبون إلى أو يعودون من المدرسة، ويحصلون الدروس ويعقد لهم امتحانات، وانه أعمق من ذلك، لتخريج نوعيات تمتلك أدوات وعقول على تحديث وتطوير المجتمعات، وتنهض بالقطاعات المختلفة، حتى يستطيع الفرد ان يعيش حياة كريمة، تجد من يبحث متعمدا فى التخريب بإعداد برامج وقوانين تقتل كل الأحلام المستقبلية. والحقيقة ان العلم لايأخذ طريقه معنا، خلال إجراء اى تطوير فى التعليم، حتى عندما نفكر فى تغيير نظم معينة فيه كالثانوية العامة ، يجلس ما اتفق على تسميتهم بالخبراء، ويعقدون اجتماعات لاتنتهى إلى جديد، لان المفهوم والأهداف والرؤى وطرق التطبيق تكون دائما غير واضحة، ويظل المجتمع يدور فى نفس الساقية دون جديد يمكن تقديمه. وهنا أرسل بنصيحة لوزيرى التربية والتعليم والتعليم العالى الحاليين، بعد عقدهما اجتماعا شكليا الأسبوع الماضى، للتحاور حول نظام الثانوية العامة الجديد، بضرورة الإبتعاد عن المشروع نهائيا ، وتركه للوزيرين الجديدين والمنتظر تعيينهما، بعد 100 يوم من الآن فى تغيير وزارى منتظر وحقيقى، لأنكما لن تلحقا بالانتهاء من هذا المشروع والذى يحتاج إلى دراسات متأنية. وأؤكد لكما ان ما نحتاج إليه من الوزراء الجدد للتعليم، فى غاية الدقة والصعوبة وسوف يحاسبهما عليه الشعب، حسابا يوميا لأنه يحتاج إلى عمل جاد وشاق، يستند على أسس علمية ومفاهيم حديثة، دون وعود وهمية وتصريحات صحفية وردية ولجان شكلية، باعتبار ان التعليم بداية الانطلاق الحقيقى لمصر إذا أردنا ان ننجح. [email protected] المزيد من أعمدة محمد حبيب