هناك من لا يزال يصدق أكذوبة تخصيص نصف مقاعد البرلمان للعمال والفلاحين علي أساس أنهم السد العالي الذي يحمي المجتمع من الطبقة الرأسمالية المستغلة. وقد ولدت هذه الفكرة الفريدة عندما نجحت مؤامرة الشركة الخماسية في سوريا وهي شركة رأسمالية, في ترتيب مؤامرة مع بعض الضباط السوريين للقضاء علي الوحدة بين مصر وسوريا في سبتمبر.61 ونتيجة لذلك آمن جمال عبد الناصر باستحالة أن تأمن الثورة إلي أصحاب المال والتعايش معهم ومن ثم كان الانقضاض عليهم وفرض التأميمات العديدة التي جرت لتجريد أي صاحب مال من فلوسه بالإضافة إلي إبراز طبقة العمال والفلاحين ليكونوا كتلة قوية ضد أصحاب المال واعطائهم ميزة دخول البرلمان متقدمين علي غيرهم من الفئات. وقد مضت48 سنة علي تجربة العمال والفلاحين, ورغم ذلك فإنه في ظل العمال والفلاحين الذين ملأوا مقاعد البرلمان والذين اعتبرهم البعض صمام الأمان لحماية المجتمع تم تمرير مختلف التشريعات التي نشكو منها واستعادت الرأسمالية في مصر قواها وتوحشت إلي الدرجة التي كانت من أحد أسباب ثورة يناير. وفي الوقت نفسه ورغم مرور هذه السنين لم يستطع العمال أو الفلاحون أن يكونوا حزبا سياسيا يشارك في الحكم كما حدث في الدول الأخري التي لا تعطي أي امتياز للعمال والفلاحين في البرلمانات. وكل الذي حققته التجربة في مصر أن صفة الفلاح أو العامل أصبحت وسيلة للغش والانتهازية لدخول البرلمان, بالإضافة إلي أن العمال والفلاحين الذين كان الهدف تقويتهم تعلم أولادهم وحصلواعلي شهادات عليا وانفصلوا عن طبقة الآباء الذين كان الهدف حمايتهم.! هناك أكثر من200 دولة في العالم ليس بينها دولة واحدة تعطي لعمالها وفلاحيها ما فعلته مصر, مما يؤكد أن التجربة لم تلفت الاهتمام ولوكان عبد الناصر نفسه قد امتد به العمر وشهد نتائج التجربة والظروف المتغيرة لكان ألغاها من زمان! [email protected] المزيد من أعمدة صلاح منتصر