مجرد رقعة مقسمة لأربعة وستين مربعا يتداخل فيها اللونان الأبيض والأسود يجلس أمامها لاعبان يتنافسان على تحريك بيادقهم وخيولهم وقلاعهم في خطوات مدروسة بعد تفكير طويل لحصر ملك الخصم ومنعه من الهرب وإسقاطه في النهاية. هو الشطرنج، اللعبة التي ظلت لسنوات طويلة حكرا على الملوك، ومحرما لعبها على العامة، والتي تردد معظم الروايات أنها نشأت في الهند ثم غزت العالم، لتسحر الكثيرين كرياضة ذهنية أصبحت مقياساً يحدد مدى تطور الدول وتحسن طريقة التفكير. فهى تحفز القدرات العقلية وتحمي الذاكرة بما تحويه طريقة اللعب من عدد حركات لا نهائي يسمح بالمراوغة والكر والفر في أجواء صامتة لتسمح بالتفكير الهادئ. حسابات بلا حدود يقوم بها عقلان متناحران في إصرار على الفوز من خلال مهارات التخطيط والتصرف ، والتي تؤثر فى لاعب الشطرنج ليمارسها في حياته اليومية. فالحياة في النهاية تشبه رقعة الشطرنج ولابد فيها من دراسة جميع الاحتمالات بدقة قبل تحريك أي قطعة على الرقعة. فبرغم الصراع على السيطرة والفوز فإنه لا غالب يستمر في انتصاره ولا مهزوم يستمر في هزيمته للأبد . ليتحول الشطرنج لشغف وإدمان لذيذ، يسيطر على تفكير اللاعب بشكل يجعل من ممارسة اللعبة شيئا مبهجاً وأساسيا لا تكتمل متع الحياة من دونه.