رن جرس الباب وإذا بالحارس يسلمنى حقيبة ويقول: الاستاذ يوحنا تركها لك، فشكرته وقمت بفتحها فوجدت ماهزنى فى البداية لكنها لم تطل.وجدت كمية من أحبال الزينة والقماش المذركش الذى يستخدم فى الاحتفال بقدوم شهر رمضان. طلبت يوحنا عزيز لأشكره على هذه اللفتة الكريمة، التى تثبت فشل محاولات الوقيعة واذكاء روح التعصب بيننا. بدليل أن الأستاذ يوحنا لم تتغير عاداته فى الأعياد والمناسبات السعيدة، وكأننا نقول للدواعش ان تهنئة الاقباط فى أعيادهم ليست حراما ولا حتى مكروهة، بل هى جزء من حياتنا نحبها وسنؤديها ما حيينا، وليمت الجهلاء بغيظهم. اراد يوحنا ان يقول لنا جميعا: مهما فجروا لنا من كنائس ورغم سقوط عشرات الشهداء لن ينجحوا. وأقول ليوحنا على لسان جميع المسلمين الاسوياء مهما استهدفوا كنائسنا ولو صعدو حتى ابواب شققنا لن ينالوا من تناغم المودة بيننا. فالارهاب اذا كان يستهدف مسيحيى مصر فهو فى الحقيقة لا يفرق بيننا بل يزيد من وشائج ترابطنا. والشهادة خلال حروب 56 و67 و73 لم تكن حكرا على المسلمين واختلاط دمائهم ظل دليلا على تلاحمنا فى الدفاع عن أمنا مصر. ولم تسأل حبات رمال سيناء اذا كانت قطرات دماء الشهداء والجرحى التى روتها فى تلك الحروب تخص جرجس او محمد فتقبل دماء المسلم وترفض دماء المسيحى فقد قبلتها جميعا وارتوت بها ودعت لهم بالثواب او بالجنة. فلن تفلحو لان لدينا الملايين من يوحنا الذى ابتهج معنا بقدوم الشهر الكريم. والملايين ممن سيبتهجون معه بقدوم عيد الميلاد وعيد القيامة واحد السعف وجميع اعيادنا. لمزيد من مقالات عطية أبوزيد