يصعب على أن تعلن بعض المسارح عن دخول المتفرجين مجانا لا أقول فى مناسبات معينة فهذا معقول وكان يعمل فى الماضى وبالذات فى يوم المسرح العالمى 27 سبتمبر من كل عام كان هذا يتم فى بعض المسارح دون الأخري.. لكن حاليا أجد أن هناك دعوة لدخول بعض المسارح مجانا وبالطبع نحن نعلم أنه ليس هناك مسارح خاصة حاليا.. إذن المطلوب هو للمسرح العام أى مسرح الدولة الذى بلغت نسبة ارتياد المتفرجين فيه إلى نسب قليلة للغاية فى الفترة الماضية فعلا يصعب على هذا النداء الذى يقول المسرح مجانا!! بالطبع هذا ممكن فى أوقات معينة ولكن يصعب على أيضا أن تكون لدينا هامات ولا أقول فنانين.. هامات كبيرة للغاية ومؤثرة ولها جمهور كبير وهو أيضا جمهور محب للفنان الذى يقف أمامهم على خشبة المسرح. عندنا بعض من الأمثلة التى أكدت ارتياد العديد من الجماهير لفنانين بالذات عندما يجدونهم يقدمون مسرحياتهم أمام هذه الجماهير. هنا اتجهت إلى فنان عاصرته منذ كان طالبا فى المعهد العالى للفنون المسرحية.. وفى هذا الوقت المبكر كان أول فنان مصرى شاب يقدم إحدى مسرحيات شكسبير وهى مسرحية «هاملت» وبالرغم من صغر سنه ولكن هذا المسرح كان يمتلئ يوميا بالجماهير وأذكر وقتها أننى لأول مرة رأيت معه الفنان خفيف الظل لطفى لبيب ولو أنه كان دور حفار القبور. هذه المسرحية كانت للفنان المحب حقيقة للمسرح محمد صبحي. بالطبع لا يبتعد عن المسرح لفترة طويلة وكنت أتابع مسرحه باستمرار وكان ممتلئا بالجماهير وكنت أرى بعضا منها فى مقاعد إضافية وأتذكر أيضا أن هذا فى مسرح قصر النيل. اتحول لهذا الاسم الذى أخذته مرة أخرى خاصة بعد ما شاهدت له عدة مسرحيات قصيرة وبديعة، فى مسرح التليفزيون كان لها عنوان موحد يقول «مفيش مشكلة خالص». وبالفعل النص كان يدور حول هذا المعني.. يقدم بسلاسة وأيضا بأسلوب المسرح المرح والذى يقول أشياء وأشياء أجدها كلها فى مصلحة وفى صالح المتفرج وأيضا أستشعر أن لها صدى معقولا لدى الجمهور المشاهد. إذن لدينا مشكلة مسرح هذا صحيح.. وأيضا لدينا مشكلة جمهور مسرح وأيضا نجوم مسرح. إذا كان هو ما نطالعه حاليا وإذا كنت لا أشك فى أن محمد صبحى من الفنانين المحبين للجماهير بحيث يقدم لها البسمة المطلوبة مع أيضا النصيحة المقدمة من خلال نص بديع وأيضا إخراج متميز وديكور لا تغيب عنه أى هفوة.. ثم فريق تمثيلى رائع يقدم الخدمة.. خدمة الشعب الذى أرى أن صبحى حريص بل ومحب له ولهذا أكرر طلبى فى أن يستجيب الفنان العبقرى بأن يحاول النزول إلى المسرح.. إلى خشبة المسرح التى لا تحتاج لأكثر مما يقدمه من خلال حلقاته فى التليفزيون وحتى لو احتاج لأكثر مما يحتاجه التليفزيون فأنا لا أشك فى أن صبحى قادر عليه. وأنا لا أطلب هذا وفى نفس الوقت أطالبه بأن يخسر أموالا فى هذا التوجه بل إننى أكاد أكون مقتنعة تماما بأنه سيحصل على الجمهور وعلى الاسم وعلى أيضا المادة التى لن يخسرها فى هذه التجربة. ربما هذا ما تصورت أنه سيعيد الجمهور للمسرح وأيضا قد يشجع كبار الفنانين الذى لهم جماهير عديدة.. سيشجع هؤلاء على النزول مرة أخرى لهذا المسرح الذى لا أنكر أنه فى حالة واضحة من حالات الضعف التى تتجه بعض المسارح بسببها إلى تشجيع ارتياد المسرح بالمجان.