أحيي نشاطه.. وأحيي دأبه.. وأحيي حبه للمسرح.. إنه الفنان المجتهد أشرف عبد الباقي. من خلال مسرح مصر الذي يحاول من خلاله أشرف إعادة الحياة للمسرح.. أو لنقل لبداية دخول المسرح في عصر مختلف عن الماضي الذي انحسر فيه المسرح بشكل كبير وبالطبع الأسباب كانت معروفة. إن المسرح هو أسهل وأسرع الوسائل لتقديم وتغذية الوجدان وأيضا انعاش القدرة علي العمل والاجتهاد من خلال الابتسامة والضحك الذي يشفي النفوس من الكثير من السلبيات. واضح أنه يريد تحريك المياه.. هذا واضح.. أيضا أجد تكلفة في الديكورات والملابس وغيرها وهي أمور ليست مكملة للعرض المسرحي ولكنها قد تكون الأساس في وصول الكلمة أو النص للمتلقي المتفرج. فكرته في تقديم هذه العروض علي خشبة المسرح ثم علي الشاشة الصغيرة.. ليست فكرة جديدة ولكن الفنان الراحل الكبير السيد بدير هو أول من أقدم علي هذه الخطوة التي ربما تسببت في ظهور أكثر من نجم وأيضا ظهور مؤلفين وظهور مسرحيات تهافت علي مشاهدتها الجمهور. كانت المسرحية تعرض ثم بعد ذلك تقدم للشاشة. وهي أو بعضها الذي لانزال نشاهده حتي اليوم خاصة في المناسبات والأعياد.. هي نفسها المسرحيات الكوميدية التي قدمها السيد بدير. وبمناسبة السيد بدير فقد كان ممن تولوا رئاسة البيت الفني للمسرح وكان وقتها يطلق عليه هيئة المسرح. أما بالنسبة لمسرح التليفزيون الذي قدمه فكان هذا منذ سنوات طويلة وتحديدا في وقت رئاسة د. عبد القادر حاتم للإعلام. الآن ربما نخطو نحو فترة مماثلة نجد فيها مسرح الهواة.. ونجد المسرح المستقل.. وكلها علامات علي حب الشباب للمسرح.. تمثيلا ومشاهدة. وهنا لابد من استغلال هذا الوضع الذي يبشر بانفراجة للمسرح المصري. لكن الحقيقة.. هذه الانفراجة لن تأتي إلا من عامل أساسي وهو النص.. الورق المكتوب كما يطلق عليه من جانب المسرحيين. هذا الورق المكتوب مازال غائبا إلي حد ما أو إلي حد كبير عن المسرح الذي يقدم. هناك بالفعل شباب لديه الموهبة.. هناك شباب محب للمسرح.. وهناك وهو الأهم جمهور محب للمسرح ويفتقده ويسعي إليه برغم بعض المشقة التي لم تكن في الزمن الماضي من حيث المواصلات وغيرها النص هو أهم لبنة في بناء هذا الفن العظيم الذي يقدم للجمهور المتعة والفكر والتسلية وأيضا البسمة والضحكة المطلوبة وبشدة ربما لصحة الانسان الجسدية أيضا وليست النفسية فقط. ولا أدري لماذا حتي الآن لا أجد هذا العنصر المهم وهو النص متربعا علي مسرحنا الحالي؟ وإذا كنت أتحدث أو أتناول ظاهرة مسرح التليفزيون أو مسرح مصر أو تياترو مصر أو مسرح أشرف عبد الباقي فهنا أقول إنه فقط يحتاج إلي نص جيد يفجر الكوميديا بطريقة ذكية تظل في وجدان المتلقي لفترة طويلة. هل يصعب عليه أن يجد هذا النص؟ هل يصعب علي كتاب المسرح وهم أو بعضهم مازال موجودا.. أن يقدموا نصوصا لهذا المسرح الجديد؟ هل لم يظهر في الوقت الراهن المؤلف المسرحي الذي يقدم المسرح بمفهومه الحقيقي المؤثر؟ أشاهد المتفرجين يضحكون.. ليس هذا هو المهم.. المهم علي ماذا يضحكون؟ يخطيء من يظن أن المسرح فرجة مبهجة فقط.. إنه أكبر وأهم من هذا. انه ضحكة لها تأثيرها الايجابي علي المشاهد المتلقي. ربما أدعو كتاب المسرح في محاولة للعودة إلي هذا الفن الكبير.. أن ينشطوا في محاولة انقاذه وأيضا محاولة ازدهاره. مع الشكر لمجهود يبذله الفنان أشرف عبد الباقى.