عاش المواطنون في محافظة أسيوط حالة من المعاناة اليومية خلال الفترة الماضية, تجسدت في غياب الكثير من الخدمات التي تمس حياتهم, حيث كان لتوقف بعض المشاريع والمرافق أو غياب بعضها أثر كبير في الأزمات متكررة, خاصة بعدما ارتفعت نسبة الفقر في المحافظة إلي69% من الشريحة السكانية من المجتمع الأسيوطي لتتصدر المحافظة قائمة الفقر في مصر, وبات المرض والجهل رفيقين للكثيرين. يقول ناصر هيبة من قرية موشا التابعة لمركز أسيوط: تمتد الطوابير للحصول علي الخبز أمام جميع المخابز نظرا لقلة اعدادها وعدم قدرتها علي الوفاء بالاحتياجات اليومية للمواطنين مما دعا للاعتراض والتظاهر علي تجاهل المسئولين لهم وعدم توفير كميات مناسبة من الخبز, ووصل الحال ببعضهم لقطع الطرق والسكك الحديدية مما صنع حالة من الفوضي وانتهك الكثير من حقوق المواطنين في حرية التنقل خاصة المعاقين منهم الذين يضطرون لاستئجار سيارات خاصة مما يرهقهم ماليا. ويقول مصطفي بركات ناشط اجتماعي: انه كان للنقص الحاد أيضا في بعض الأدوية والتجهيزات دور كبير في توقف الخدمة الطبية في بعض المستشفيات مما فاقم الأزمة الصحية وتزايد اعداد المرضي ويضطر الكثير من ذوي المرضي للانتقال من القري إلي المدن علهم يجدون ضالتهم وما يشفي جراح مرضاهم, وتفاقمت أزمة البيئة في بعض القري نظرا لعدم وجود مجازر للذبح الصحي, كما يحدث في قرية موشا التابعة لمركز أسيوط. وقال محمد أبوعين ناشط سياسي وأحد ابناء مركز البداري أن الأهالي يعانون من عدم تنفيذ مشروعات الصرف الصحي وتعطلها مما يضطر الأهالي لحفر آبار لتصريف المخلفات البشرية ويتكلفون مبالغ باهظة في استئجار سيارات الكسح المميز لنقل تلك المخلفات, كما أدي اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي في بعض القري إلي ظهور حالات من المرض كالإصابة بقيروس سي الخطير والفشل الكلوي والسرطان. وفجر أبوعين مفاجأة من العيار الثقيل وهي أن مستشفي قرية النواورة التي تبلغ مساحته خمسة أفدنة وأكبر من المستشفي المركزي من حيث المساحة, لا يوجد به أي أجهزة وأطقم تمريض ولا أطباء ولا حقن لدغ العقرب والثعبان نظرا للطبيعة الجبلية بالمنطقة, والمبني يتكون من دور واحد وآيل للسقوط في أية لحظة ولا يمثل إلا ثلاثة قراريط من اجمالي المساحة وبقية المكان خال تماما ولم يتم استغلاله حتي الآن. وأوضح أن المنطقة الصناعية الموجودة لديهم بمنطقة البداري لم يتم البدء في العمل بها رغم تخصيص المكان لها, وحول موقف السيارات قال ان الأهالي يقفون لساعات طويلة كل صباح انتظارا لسيارات تنقلهم إلي أعمالهم بمدينة البداري, ونظرا لوجوده علي الطريق السريع ينتج عن ذلك العديد من الضحايا يوميا في مسلسل دموي يتكرر بصورة درامية. ومن جانبه أوضح اللواء السيد البرعي محافظ أسيوط أن الدكتور كمال الجنزوري رئيس مجلس الوزراء قد وافق علي تخصيص192 مليون جنيه لتنفيذ عدد من المشروعات الخدمية العاجلة لابناء المحافظة في مجالات النقل والطرق والموارد المائية والآثار والصحة والتعليم. جاء ذلك خلال اللقاء الذي عقده رئيس الوزراء مع اللواء السيد البرعي محافظ أسيوط وأعضاء الهيئة البرلمانية للمحافظة وعدد من الوزراء بالهيئة العامة للاستثمار. وقال البرعي انه تم خلال الاجتماع عرض مطالب المحافظة الخاصة بمشاكل الخدمات الصحية والنقل والتعليم. وأضاف المحافظة أن رئيس الوزراء قرر انشاء5 مخابز مليونية وزيادة حصة الدقيق المخصصة للمحافظة علي ان يتم البدء بانشاء مخبزين بتكلفة70 مليون جنيه مقدمة من وزارة التعاون الدولي, كما قرر رئيس الوزراء دعم مديرية الصحة بأسيوط ومستشفي التأمين الصحي ب70 مليون جنيه لتزويدها بأجهزة قسطرة القلب وأشعة الرنين وانشاء مراكز صحية في منطقة الوليدية والواسطي بأسيوط وعلوان بمركز أسيوط وقرية فزارة بمنفلوط. وأشار البرعي إلي أن الدكتور كمال الجنزوري وافق أيضا علي البدء في تنفيذ( كوبري أبوتيج/ ساحل سليم) وادراجه في خطة2013/2012 واعتمد20مليون جنيه للبدء في اعماله, كما تقرر انشاء5 مدارس اعدادية بخمس قري بساحل سليم وكوم سعدة بالبداري والفليو بأبوتيج وصدفا بمركز صدفا وأخري بديروط, مشيرا إلي أن التوسع في المدارس يأتي لمكافحة تسرب التلاميذ من التعليم, كما تم تخصيص21 مليون جنيه من وزارة التنمية المحلية للبدء فورا في انشاء202 وحدة سكنية لأهالي مدينة الأربعين. كما تقرر دعم المناطق الصناعية ب51 مليون جنيه كمرحلة أولي من وزارة التخطيط والتعاون الدولي لاستكمال المرافق والخدمات بها كما قدم رئيس الوزراء دعما قدره مليون ونصف المليون للمساهمة في انشاء كوبري25 يناير الجديد بمدينة أسيوط وكذلك480ألف جنيه لتغيير محابس المياه علي خطوط المياه الرئيسية حتي يتم القضاء نهائيا علي مشكلة كسر مواسير المياه ويمكن تفادي ذلك مستقبلا وكذلك خصص مليون جنيها لشراء34محول كهرباء للطرق الرئيسية بمختلف مراكز المحافظة بدلا من التي تم اتلافها عقب احداث ثورة يناير.