الآن بعد مرور عدة أيام على حادث تفجيرى طنطا والإسكندرية مازلت أرى وأسمع نغمة وحديثا غير إيجابى لدى نفر من المنفلتين والمرددين للأوهام بشأن أمن مصر، مازالت تروج له منصات اعلامية منفلتة لا يحكمها ضمير وطنى ولا تختلف عن أبواق الإرهابيين والكائدين الذين يبثون خطابا تحريضيا ارهابيا عبر منصات ظلامية فى دول الإقليم كتركيا وقطر ضدنا فى مصر. ولا يخفى علينا أن هدف هؤلاء المارقين هنا وهناك هو السعى كذبا لبث روح اليأس والتيئيس والانهزامية وإشاعة الخوف على المستقبل فى مصر وهذا على غير الحقيقة حيث هؤلاء يروجون للفوضى والعبث بأمن الوطن يبدو أنهم يعانون ضعفا فى الذاكرة والنسيان حيث إن تلك الأحداث والأيام كانت بالفعل من اللحظات المريعة والسيئة وتحمل صبغة الأيام الصعبة والمكلفة إلا أنها لن تفت فى عضد هذه الدولة ولن تنال من عزيمة وجلد وتلاحم هذه الأمة وهذا الشعب. حيث تسجل الذاكرة اننا تعرضنا لحروب ضروس مشابهة ولأحداث مشئومة متكررة لنشر اليأس فى مصر إلا أن الجميع على بينة وعهد بأن تلك الممارسات الشيطانية والجهنمية من قبل فئة إرهابية مضللة لم ولن تنال من نسيج ولحُمة أبناء وعنصرى هذه الأمة. بل على العكس أدعى وأرى الآن أن جرائمهم هذه نجحت بامتياز فى تثبيت وحدتنا وعززت ركائز تلاحمنا وفتحت عيوننا ببصيرة وادراك ساطعين على حجم المؤامرات والمكائد التى كانت ولاتزال تخطط للفتك أو النيل من هذا الوطن. وإذا أردنا أن نتصارح ينبغى القول والاعتراف منا جميعا بأن هناك جيوشا وفرقا وجماعات من الكائدين لمصر ستستمر تتقن الأدوار والمهام وهما لهزيمة الدولة المصرية هكذا هم يخططون الآن وفى الغد وأن معركتهم معنا لم تنته وبالتالى وجب علينا دولة وحكومة وشعبا أن نغير الأولويات والأدوات والتكتيكات لمجابهة ومقارعة هؤلاء المارقين الذين يقفون فى مقدمة الخط الأول العدائى لبلدنا وذلك عبر استمرار وحدة الصف والتلاحم والوقوف يدا واحدة معا ومع الحكومة والجيش والشرطة فى مواجهة شراذم الإرهاب تلك باعتبار أن تلك الوحدة ستخلق مصدات وقائية للحماية وبث روح العزيمة والإصرار على دفن جحافل الإرهاب تلك بعد أن نفد الصبر الاستراتيجى لمصر مع تلك المجموعات الإرهابية فى الداخل وتلك الدول الداعمة لهم فى الخارج حيث يجب أن تكون ركيزتا التحرك المصرى على جبهتين فى آن واحد، الأولى اعطاء الصلاحيات الكاملة للدولة جيشا وشرطة لدك حصون والفتك بهؤلاء الارهابيين واستخدام القبضة الحديدية فى وجوههم حيث يجب أن يكون الحساب عسيرا، وهذا الأمر يتطلب جليا استمرار تطوير وتغيير أدوات ومعطيات قوات الأمن فى المقام الأول واستكمال خطوات تطوير المنظومة الأمنية وأدواتها وتقنياتها الحديثة مهما يكلف الأمر من أموال ونفقات لتعديل الخطط الأمنية وأدوات الاستحكامات وضبط الايقاع الأمنى كاملا بأدوات ومفاهيم وتمركزات ومطاردات وملاحقات تكتيكية جديدة حيث ستكون النجاحات مضمونة والعائد أكبر. الركيزة الثانية تفعيل أدوات الدبلوماسية المصرية عبر الأممالمتحدة ومجلس الأمن ونحن أعضاء فيه الآن لكشف وفضح مؤامرات تلك الدول المناهضة لمصر والداعمة للإرهاب وكف يديها عن التخطيط والتمويل والاشتراك فى جرائم الإرهاب حيث حانت الآن لحظة دفع وتسديد الحساب والأثمان والكلفة من قبلهم. ولا أرى أن النجاح فى تلك المهمات صعب بل على العكس خضنا فى السنوات الثلاث الماضية حروبا أشد فتكا ومؤامرات أكثر دناءة وشيطنة ونجحنا بفضل الرؤية والمواجهات الصعبة التى وضعها الرئيس السيسى وقرر خوضها بقبضة فرق المقاتلين الأشداء من الجيش والشرطة وبغطاء وحاضنة جماهيرية تجاوزت الغالبية الكاسحة من المصريين بلا منازع حيث لا يمكننا كمصريين أن نتخلى عن مسئولياتنا فى استكمال دحر الارهاب واستمرار البناء والتعمير والنهضة ووضع ركائز الدولة المصرية العصرية الحديثة بالهروب إلى الأمام أو الخضوع لعمليات وابتزاز فلول الارهاب حيث اللحظة تتطلب مواجهة الحقيقة إذا أردنا الحفاظ والاستمرار فى النجاح والبناء وأن نظل الرقم الصعب كما أصبحنا حاليا بين دول الإقليم وألا تنكسر إرادتنا وصلابتنا أو نذهب إلى الانحدار الذى عرفته بعض دول المنطقة. مع العلم بأن هؤلاء الإرهابيين وأمثالهم يعلمون أن الوحدة الوطنية المصرية هى الورقة الأقوى والسند المنيع فى وجه هؤلاء وغيرهم وسط موجات الكراهية التى تغطى سماء الإقليم حاليا ويخوضون لأجلها حروبا عبثية لا تجنى إلا الركام والجنائز الطويلة والفقر وهدم الدول ومؤسساتها. وبالتالى وجب علينا فى مصر أن نتحصن ضد تلك المؤامرات والمكائد ونوفر الرافعة السياسية والجماهيرية والشعبية للدولة والحكومة وأن نعى تماما تلك المخططات إذا أردنا أن نحافظ على صلابة وقوة وشجاعة هذا الوطن بعد أن أتخمتنا للأسف المعارك الخاسرة والسفاهات الفارغة فى قضايا داخلية عبثية ومنعدمة التأثير والجدوى هذه لحظة استرجاع قوتنا ووحدتنا فى مصر لتحقيق حلم مشترك لدينا جميعا وهو الصعود إلى قطار المستقبل وإعادة بناء هذا الوطن فمدوا اليد واستنفروا الهمم لاستكمال مشروعات البناء والتعمير حيث لحظة وسنوات النجاح ووثبة التفوق والانتصار قادمة لا محالة حيث يجب علينا أن ندفن موتانا وننهض من جديد لأنه بفضل الثقة والإخلاص والتضحيات ستنجح مصر مهما تكن الأمواج والعواصف والتحديات والتقلبات والمفاجآت من أجل السلم الوطنى والتعايش المشترك لأبناء هذا الوطن والاستقرار والأمن الذى يجب أن ننشده جميعا ففى هذا البلد وعلى تلك الأرض فى مصر ما يستحق الحياة مهما تكبر التضحيات التى تظل رخيصة أمام مغامرة العنف والدم والاستباحة لهذا الوطن كما يسعى ويخطط هؤلاء الكائدون لمصر.. انها لحظة الحقيقة. لمزيد من مقالات أشرف العشري;