هناك صداقة وسابق معرفة تربطنى بوزير الخارجية سامح شكرى تمتد لأكثر من عشرين عاما منذ كنت محررا دبلوماسيا لاكثر من 16 عاما لدى وزارة الخارجية وفى الايام الماضية جددت العهد وعقدت العزم على لقاء الوزير حيث..جمعنى به لقاء مطول بمكتبه بالخارجية بترتيب من الصديق السفير النشط صاحب الكفاءة بدر عبدالعاطى المتحدث الرسمى للخارجية، حيث دار بيننا نقاش موسع كان اشبه برحلة وجولة أعمق فى عقل سامح شكرى هذا الدبلوماسى الرصين صاحب الخبرة والكياسة والتجربة الدبلوماسية فى عواصم شتى فى العالم وعبر تجربة مثقلة بتراكمات العمل والاحتراف السياسى والدبلوماسى. وخلال اللقاء وجدت الوزير سامح شكرى حزينا على اوضاع العالم العربى وتفجرازماته كالبركان الغاضب الكاسح فى وقت واحد هذا العالم القابع معظم عواصمه على برميل بارود وازمات متفجرة. وبرغم كل ذلك فاجأنى بانه غير يائس او محبط بل لديه نظرة تفاؤل وامارات امل فى امكان افشال تلك المخططات وانهاء حالة التشرذم تلك خاصة ان النموذج المصرى بعد ثورة30 يونيو افشل كل هذه المخططات كماان مصر قررت العودة الى ملعب الساحات العربية والاقليمية بعد غياب سنوات بسبب حالةالانكفاء التى اصابت هذا البلد فى السنوات الماضية وقد عادت لكى تصبح رقما صعبا وصحيحا فى كثير من المعادلة العربية والاقليمية وتجيد الاشتباك الدبلوماسى والسياسى وليس عسكريا كمايتخيل البعض مع قضايا عربية من جديدة. وابلغنى فى هذا الشأن ان كل همه الاول والاخير مع فريق الدبلوماسية المصرية هو اعادة واحياء وتأهيل واستردادمكانة الدور المصرى فعلا وعملا وليس عبر حملات الاعلام والصخب والشو بل عبر جهود وتواجد على الأرض وطرح افكار وصياغات مبادرات لتغيير موازين القوى واللعبة السياسية من جديد فى المنطقة قائلا وبالحرف الواحد مايهمنى هو جوهر ومكانة وصلابة هذا الدور عبر تقوية ركائز وأعمدة واجنحة عديدة وبادوات ثقيلة ومؤثرة وهذا مانعمل عليه حاليا حيث هناك توجه لدى القيادة السياسية فى مصر ولدى الخارجية على سرعة الحركة والمنهجية بشكل مطرد لعودة مصر الى هذا الدور والمكانة بشكل يتوازى ويتماهى اى ينسجم مع قادم النجاحات الداخلية التى ستشكل رافعة وحضانة سياسية لتعزيز مواقعنا وتقوية مخالب وادوات الضغط المصرى فى اللحظات الحاسمة بشأن قضايا مصيرية وبادرت الوزير شكرى بالسؤال كيف ستستعيد هذا الدور بقوة الفعل والتأثير ونحن نواجه جيشا من الاعداء فى المنطقة امثال تركياوقطر ناهيك عن ايران والعدو التقليدى اسرائيل لكنه بادرنى بلغة الواثق كل ماتفعله تركياوقطر وغيرهما هو مجرد فقاعات هوائية لاتسمن ولاتغنى او تنال حتى من صلابة وحيوية هذا البلد مصر أخذ الآن فى التعافى فلا اردوغان ولاحكام الدوحة يستطيعان النيل من هذا الشعب او الدولة اوالعودة والحضورالمصرى فى الاقليم وكل مايفعلونه ويدبرونه كأنهم يطلقون النار على انفسهم فمصر لن ولم تنسى مواقف اردوغان السلبية والمتشنجة ضد مصر او تسمح له او لغيره بالتوظيف السياسى للاوضاع فى مصر اقليميا ودوليا فنحن له بالمرصاد ولدينا خطة تحركات وقائية واستباقية لوأد اى محاولات من قبل هذا اوذاك لعرقلة حالة الحراك المصرى او دبلوماسينا فكل مايحيكونه ويفعلونه مرصود وسيبوء بالفشل ويكفينا ان الادارة التركية الحالية فقدت بوصلتها، ولكنى قاطعته بالقول انه يبدو ان هناك تحسنا تدريجيا مع قطر واظن ان الموقف القطرى فى اجتماعات حقوق الانسان الاخيرة فى جنيف بشأن عدم معاداة مصر هذه المرة يمكن ان يكون بداية ويمكن البناء عليه لمستقبل علاقة البلدين.وهنا تحدث الوزير شكرى بمرارة منقطعة النظير عن الدورالقطرى وابلغنى بعبارة صريحة واضحة لايخيل عليكم موقفهم داخل الاجتماعات المغلقة فى جنيف لكن انظر ماذا يقول سفيرهم خارج القاعة وكذلك الحال بشأن مايفعله سفيرهم فى الاممالمتحدة وتصريحاته واستمرار عداء قطر قيادة وحكومة وإعلاما منفلتا تابعا لهم فى اشارة الى الجزيرة وما أدراك ما الجزيرة فى النيل من مصر وشعبها ولكن مكر هذه الدولة لن يمرعلينا وفى الوقت المناسب ستقترب لحظة الحساب. وعدت اسأله عن منسوب التفاؤل اوالتشاؤم الذى يشكل وجوهر علاقاتنا الحالية مع واشنطن؟ وهل الانفتاح مع روسيا الاتحادية سيكون بديلا عن استمرار استفزازات واشنطن تجاه مصر فأجاب باللغة الدبلوماسية الرصينة مصر لاتناور ولا تضحى بعلاقاتها مع الاصدقاء ولاتجيد هذه اللعبة فنحن تحكمنا ثوابت وركائز مع الجميع فالعلاقة مع واشنطن تشهد حاليا تحسنا تدريجيا ويبدو انهم هناك بدأوا يفهمون ماحدث ويحدث فى مصر حاليا واما علاقتنا الصاعدة البازغة حاليا مع روسيا فنحن حريصون على شراكتنا الاستراتيجية معها وستنوع مصادر العلاقات والخيارات والتسليح والتعاون مع الشركاء اماعن ليبيا فاطمئن وكل الشعب المصرى فالوضع هناك تحت المنظار المصرى لحظة بلحظة ولن نسمح باستدعاء الحريق الليبى الى الاراضى المصرية وكل ماتفعله مع دول الجوار الليبى وعواصم عربية نشطة هواطفاء هذا الحريق الليبى على وجه السرعة وايجاد حكومة وسلطة ليبية بالتوافق تمنع ليبيا من الانزلاقات المروعة لاانكر وانا اغادر الوزير شكرى انه تولدت لدى حالة من الطمأنينة والارتياح النسبى بأن القادم لمصر سيكون افضل وكل ما جال بذهنى وخاطرى من اسئلة صعبة ومؤلمة وجدت لها اجابات شافية لدى وزير الخارجية ويكفى انه ابلغنى وهو يودعنى ان مصر لن تترك هذا الوطن مصر وكذلك العالم العربى وكذلك مساحات فى الاقليم للمغامرات والمغامرين ولن نكون فى حالة طلاق مؤلم مع قضايا واشقائنا فى المنطقة فمصر عائدة بقوة لدورها ومكانتها ولن توقفها جعجعة مهما علا ضجيجها. لمزيد من مقالات أشرف العشري