وقع اختيار المهندس إبراهيم محلب، رئيس الحكومة، على السفير سامح شكري سفير مصر السابق لدى الولاياتالمتحدة، ليخلف الدكتور نبيل فهمي على رأس الدبلوماسية المصرية. ولد شكري، في 20 أكتوبر سنط 1952، وتخرج من كلية الحقوق وعقب تخرجه التحق بالسلك الدبلوماسي في 1976.
وعمل سفيرا في مصر في العاصمة البريطانية لندن والعاصمة الأرجنتينية بيونس آيرس، وترأس البعثة المصرية الدائمة لدى الأممالمتحدة في نيويورك، كذا ترأس البعثة المصرية لدى الأممالمتحدة في جينيف، فضلا عن سفير مصر لدى الولاياتالمتحدة في الفترة من 2008 حتى 2012. ومن المفارقات أن نبيل فهمي وزير الخارجية السابق كان سفيرا لمصر لدى الولاياتالمتحدة قبل أن يتولى سامح شكري منصبه على رأس السفارة المصرية في أمريكا.
وعمل شكري أيضا مديرا لمكتب وزير الخارجية وسكرتيرا لرئيس الجمهورية للمعلومات.
والمعروف عن شكري دفاعه المستميت عن القضايا العربية، وهو ما كشفته برقية دبلوماسية أمريكية سربت ضمن تسريبات ويكيليكس وصادرة من البعثة الأمريكية لدى الأممالمتحدة في جينيف في 2 يوليو 2008.
البرقية أعربت فيها البعثة الأمريكية عن قلقها من صلابة السفير سامح شكري ومواقفه الهجومية التي تخرج في أحيان كثيرة عن الخط السياسي للنظام المصري، بحسب البرقية المنشورة في شهر مارس 2011.
تقول الوثيقة إن التحفظات الأمريكية على الدبلوماسي المصري تجسدت بوضوح في عمله بمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، موضحة أن الوفد المصري هو من أكثر الوفود صعوبة في التعامل، حيث يحشد الدعم لمواقف لا تؤيدها الولاياتالمتحدة.
وسردت البرقية مداخلة لشكري في مارس 2007 خلال جلسة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والتي أكد فيها المسؤول المصري أن ''هناك مقاومة فلسطينية تقاتل محتلا أجنبيا لأرضها وأن ما تفعله هو دفاع مشروع عن النفس''.
وتشير الوثيقة إلى أن المداخلة جاءت أثناء انخراط الحكومة المصرية في جهود السلام في الشرق الأوسط، إلا أن شكري تجاهل ذلك ولم يتطرق له في كلمته.
كما وقف شكري في حجر عثرة أمام مشروع قرار تقدمت به منظمات غير حكومة للربط بين الإسلام وانتهاك حقوق الإنسان في قضايا مثل جرائم الشرف وختان الإناث، وقتها أعلن الوفد المصري بقيادة شكري رفضه لمشروع القرار وقال إن ''الإسلام لن يتم تشويهه''، ليس إلا إنما حشد وضغط باتجاه إصدار قرار ضد انتقاد الإسلام أو أي ديانة أخرى داخل المجلس، حسب ما جاء في الوثيقة.
وقد قالت وكالة أنباء الشرق الأوسط إن الوزير الجديد معروف عنه صلابته في الدفاع عن الحقوق المصرية والعربية خاصة القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في أن يكون له دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على حدود الرابع من يونيو 1967.
وعلق مصدر دبلوماسي رفيع في تصريحات لمصراوي أن السفير شكري يتمتع بكاريزما وصلابة وحنكة سياسية تحتاجها مصر بشدة في المرحلة المقبلة وخاصة في البناء على ما أسسه الوزير السابق نبيل فهمي الذي عمل على إعادة تأسيس للدبلوماسية المصرية على أساس المصلحة المصرية أولا وأخيرا.
ووصف المصدر شكري بأنه مدافع ''شرس'' عن الحقوق المصرية، ويرى أن مصر لابد أن تلعب دورا أكبر في أفريقيا التي أهملتها طيلة فترة حكم الرئيس السابق حسني مبارك، خاصة بعد محاولة اغتياله في تسعينات القرن الماضي.
ويرى المصدر أن الخط الجديد للسياسة الخارجية المصرية ربما يكون وراء اختيار شكري لقيادة الدبلوماسية المصرية، خاصة في ظل الأحداث التي تشهدها المنطقة والحاجة إلى – على الأقل – تحييد الولاياتالمتحدة، وتنويع البدائل أمام صانع القرار المصري.