توالت أمس ردود الفعل العالمية على الهجوم الذى تعرضت له بلدة «خان شيخون» بمدينة إدلب السورية الذى أسفر عن مقتل 86 مدنيا. ففى دمشق، أكد وليد المعلم وزير الخارجية السورى أن بلاده «لم ولن تستخدم» السلاح الكيميائى ضد الشعب والأطفال، ولا حتى «ضد الإرهابيين». وقال المعلم فى مؤتمر صحفى عقده فى دمشق «أؤكد لكم مرة أخرى أن الجيش السورى لم ولن يستخدم هذا النوع من السلاح، ليس ضد شعبنا وأطفالنا، حتى ضد الإرهابيين الذين يقتلون شعبنا وأطفالنا ويعتدون على الآمنين فى المدن من خلال قذائفهم العشوائية». وأوضح أن الطيران السورى استهدف فقط مستودعا للذخيرة والأسلحة الكيماوية فى إدلب، يخص جبهة النصرة الإرهابية، قائلا إن داعش والنصرة يقومان بتخزين السلاح الكيماوى فى المناطق السكنية. وقال المعلم إن هناك دولا معروفة بالتآمر على الشعب السورى تقف وراء اتهام دمشق باستخدام الكيماوي، واصفا الاتهامات الغربية ب»المؤامرة» التى بدأت تتكشف أهدافها فى تغيير موقف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تجاه سوريا. وفى نيويورك، طالبت منظمة الأممالمتحدة بإعلان هدنة على جميع الأراضى السورية لمدة 3 أيام بهدف إتاحة الفرصة أمام فتح تحقيق دولى حول حقيقة ما حدث فى إدلب. وفى واشنطن، أكد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أنه لا يخطط للكشف عن خططه العسكرية بشأن الملف السوري، بعد الهجوم الأخير. وكان ترامب قد اتهم الحكومة السورية أمس الأول بتجاوز الخط الأحمر فى تعليقه على هجوم «خان شيخون»، وقال إن موقفه تجاه سوريا والرئيس السورى بشار الأسد تغير كثيرا. من جانبه، قال مايك بنس نائب الرئيس الأمريكى إن «كل الخيارات أصبحت مطروحة» أمام الولاياتالمتحدة، للرد على تصاعد الأحداث فى سوريا.ونقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن بنس فى تصريحات لمحطة «فوكس نيوز» الأمريكية، قوله إن روسيا يجب أن تفى بالتزاماتها بشأن نزع الأسلحة الكيماوية من الحكومة السورية. وفى موسكو، أعلن الكرملين أن الاستنتاجات الأمريكية حول مسئولية الحكومة السورية عن الهجوم الكيماوى لا تستند على حقائق واقعية. من جانبها، ذكرت وزارة الخارجية الروسية أن اتهام دمشق باستخدام الأسلحة الكيميائية فى إدلب سابق لأوانه، مؤكدة إصرار موسكو على إجراء تحقيق حول الحادث.وأوضحت الوزارة فى بيان لها أن كل الأسلحة الكيميائية السورية تم إخراجها من البلاد فى منتصف 2014 بمساعدة الولاياتالمتحدة. ومن جهة أخرى، حمل الرئيس السورى الدول الغربية مسئولية ما تتعرض له من عمليات إرهابية، بسبب دعمها الإرهابيين فى سوريا. وأكد الأسد فى تصريحات لصحيفة «فيسرنجى لست» الكرواتية أن الأمل فى إنهاء الحرب على سوريا بات أكبر مما كان فى السنوات الماضية، حيث هناك تقدم كبير فى محورى مكافحة الإرهاب والمصالحات فى سوريا.وجدد تأكيده أن كل تدخل لأى جندي، ولو كان فردا دون إذن الحكومة السورية هو «غزو»، بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان. وفى أنقرة، قال بكير بوزداج وزير العدل التركى إن تشريح جثث ضحايا الهجوم على بلدة خان شيخون تؤكد إصابتهم بسلاح كيميائي. ومن جانبه، أشار طغرل توركيش نائب رئيس الوزراء التركى إلى أن موقف بلاده تجاه حكومة الأسد ما زالت قائمة، وتابع قائلا «أكد رئيس الجمهورية والوزراء عدة مرات استحالة حكم سوريا بالطريقة الحالية، وأعتقد أننا سنحافظ على هذا الموقف الصلب».