قبل ساعات قليلة من الجلسة الطارئة لمجلس الأمن الدولي، تباينت ردود الأفعال الدولية والإقليمية حول الهجوم الكيميائى فى خان شيخون بمحافظة إدلب السورية، ما بين اتهامات صريحة وعنيفة للحكومة السورية بمسئوليتها عن القصف «بالأدلة»، ونفى سورى وروسى قاطع للمسئولية عن الهجوم، وإدانات دولية ودعوات لمحاسبة «الجاني» فى هذه الجريمة الإنسانية. ففى نيويورك، قدمت الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا مشروع قرار فى مجلس الأمن للتنديد بالهجوم للتصويت عليه. ويدعو مشروع القرار الحكومة السورية إلى تقديم خطط الطيران والسجلات ليوم أمس الأول للجنة تحقيق دولية، بالإضافة إلى أسماء جميع قادة سرب الطائرات الهيليكوبتر والسماح بدخول القواعد الجوية التى يعتقد المحققون أنها ربما استخدمت لشن هجمات باستخدام أسلحة كيميائية. ويطلب مشروع القرار من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش رفع تقرير شهرى حول ما إذا كانت الحكومة السورية تتعاون مع لجنة تحقيق دولية فى استخدام أسلحة كيميائية فى سوريا. من جانبه، شدد جوتيريش على أن الهجوم يثبت وقوع جرائم حرب فى سوريا، وأن القانون الإنسانى الدولى ما زال ينتهك باستمرار. وقال جوتيريش، فى تصريح أدلى به لدى حضوره المؤتمر الوزارى الدولى حول سوريا فى بروكسل أمس، إنه يثق فى أن مجلس الأمن سوف يرتقى إلى مستوى المسئولية لاتخاذ قرار بشأن هذا الهجوم الذى وصفه ب»المروع».ودعت فيديريكا موجيرينى مسئولة السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى أمس المجتمع الدولى إلى ضرورة التدخل لوضع حد نهائى للحرب فى سوريا. وفى اتهام مباشر، أكد وزير الخارجية البريطانى بوريس جونسون أن الحكومة السورية استخدمت أسلحة كيميائية تحوى موادا سامة فى بلدة خان شيخون. وأكد وزير الخارجية الألمانى زيجمار جابرييل أن بلاده تدعم فرص الحل السياسى فى سوريا ، معربا عن تقديره لكل الدول المضيفة للاجئين السوريين ومنها مصر ولبنان والأردن والعراق. وأدان ينس شتولتنبيرج أمين عام حلف شمال الأطلنطى «الناتو» كذلك الهجوم، مطالبا بمحاسبة المسئولين عنه، مذكرا سوريا بمسئوليتها عن ضمان الامتثال والوفاء الكامل بتلك الالتزامات. وأشار إلى أن الحادث الأخير فى سوريا هو ثالث بلاغ عن استخدام «تلك الأسلحة الوحشية» خلال الشهر الأخير فى البلاد. فى الوقت نفسه، وصف البابا فرانسيس بابا الفاتيكان الهجوم ب«المجزرة غير المقبولة». ودعت وزارة الخارجية الصينية أيضا إلى إجراء تحقيقات منصفة وموضوعية ومحايدة بشأن الهجوم. على الجانب الآخر، أكد مصدر مسئول فى وزارة الخارجية السورية أن الجيش السورى ليس لديه أى نوع من أنواع الأسلحة الكيميائية ولم يستخدمها سابقا، نافيا استخدامه الغازات السامة فى خان شيخون أو بمناطق أخرى. ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن المصدر قوله «إن سوريا تنفى نفيا قاطعا قيامها باستخدام الغازات السامة فى خان شيخون أو فى أى مدينة أو قرية سورية أخرى». وأضاف أن سوريا تؤكد أنها نفذت جميع التزاماتها تجاه اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية منذ انضمامها إلى هذه الاتفاقية فى عام 2013، وتوضح أن المنظمات الإرهابية المسلحة ومشغليها هم الذين افتعلوا هذه الأحداث وغيرها لاتهام الدولة السورية بها لاحقا. وأشار إلى أن مطلقى هذه الاتهامات يهدفون إلى إعادة إحياء الملف الكيميائى السورى والعودة به إلى نقطة الصفر وللتغطية على جرائم المجموعات الإرهابية.وتأييدا لتك التصريحات، أعلن بيان لوزارة الدفاع الروسية أن الطيران السورى قصف «مستودعا إرهابيا» يحتوى على «مواد سامة»، غداة «القصف بغازات سامة» الذى أدى إلى مصرع 72 شخصا. وجاء فى البيان أنه «بحسب البيانات العملية للجهاز الروسى لمراقبة المجال الجوي، فإن الطيران السورى قصف مستودعا إرهابيا كبيرا بالقرب من خان شيخون» البلدة التى تسيطر عليها المعارضة فى محافظة إدلب. وذكر البيان أن المستودع كان يحتوى على «مشغل لصنع القنابل اليدوية بواسطة مواد سامة» من غير أن يوضح ما إذا كان الطيران السورى استهدف المستودع بصورة متعمدة أو عارضة.وتابعت الوزارة أن «ترسانة الأسلحة الكيميائية» كانت موجهة إلى مقاتلين فى العراق، مؤكدة أن معلوماتها «موثوقة تماما وموضوعية». وأضافت أن استخدام مثل هذه الأسلحة «من قبل إرهابيين أثبتته مرارا منظمات دولية وكذلك السلطات الرسمية» فى العراق.ولم توضح وزارة الدفاع الروسية بالتالى إن كانت دمشق على علم بوجود أسلحة كيميائية، مشيرة إلى مسؤولية «الإرهابيين» باتهامهم بامتلاك أسلحة كيميائية.يزتى ذلك فى الوقت الذى دعت فيه جبهة «فتح الشام» فرع تنظيم القاعدة بسوريا إلى إشعال الجبهات المعارضة ثأرا لقتلى الهجوم الكيميائى.
مصر تدين القصف العشوائى فى إدلب كتب محمد العجرودى أدانت مصر وبأشد العبارات في بيان صادر عن وزارة الخارجية أمس القصف العشوائي الذي تعرضت له بلدة “خان شيخون” في محافظة إدلب السورية والذي أسفر عن سقوط عشرات الضحايا والمصابين من بينهم عدد كبير من الأطفال الأبرياء. وأكد البيان أن المشاهد المؤلمة إنسانيا وغير المقبولة التي تناقلتها وسائل الإعلام جراء هذا القصف تؤكد مرة أخرى أهمية دعم التسوية السياسية للأزمة السورية
الأزهر يطالب بوقف عاجل لنزيف الدم كتبت مروة البشير أدان الأزهر الشريف بشدة عمليات القصف التي تعرضت لها بلدة «خان شيخون» في إدلب، والتي أسفرت عن سقوط عشرات الضحايا والمصابين من المدنيين بينهم أطفال جرَّاء هجوم كيماوي. وطالب الأزهر الشريف فى بيانه المجتمع الدولي بتحمُّل مسئولياته في ضرورة الوصول إلى حل فوري لوقف أعمال القتال والتدمير في إدلب وغيرها من المدن السورية، والسعي قُدُمًا لوقف نزيف الدم السوري.
العرب يدينون «الجريمة الكبرى» .. والسعودية تتهم دمشق عواصم عربية - وكالات الأنباء: ندد أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية أمس بما وصفه ب»الجريمة الكبرى» التى ارتكبت فى حق المدنيين، فى إشارة إلى الهجوم بالغازات السامة الذى أودى بحياة 72 شخصا من بينهم 20 طفلا فى بلدة خان شيخون فى شمال غرب سوريا وقال أبو الغيط فى بيان إن «استهداف وقتل المدنيين بهذه الوسائل المحرمة يعتبر جريمة كبرى وعملا بربريا، وأن من قام به لن يفلت من العقاب، .وفى غضون ذلك، توالت ردود الفعل من الدول العربية أمام قمة بروكسل حول الأزمة السورية والتى نددت بالهجوم، حيث وصف وزير الخارجية الكويتى الشيخ صباح خالد الأحمد الصباح ما حدث بأنه يعد بمثابة «مجزرة بشعة»، وفى الوقت نفسه، قال وزير الخارجية العراقى إبراهيم الجعفري: إن الهجوم «جريمة يندى لها الجبين خجلا»، داعيا إلى تحقيق دولى للوقوف على الأطراف المتورطة فى ذلك الهجوم.ومن جانبه، أكد رئيس الوزراء الأردنى هانى الملقى أن تداعيات الأزمة السورية كارثية ولها آثار كبيرة ولم تقتصر على الشرق الأوسط بل وصلت لأوروبا، مشيرا إلى ضرورة الانتهاء من هذه الأزمة من خلال الحل السياسى وليس الحل العسكري.وبدوره، قال رئيس الوزراء اللبنانى سعد الحريرى : «إن الأزمة السورية دامت أكثر مما كنا نتوقع وآفاق عودة اللاجئين السوريين لبلادهم غير واضحة»،بينما حمل الوفد الدائم للسعودية لدى الأممالمتحدة، فى بيان، الحكومة السورية مسئولية المجزرة التى قتل فيها المدنيون، وذابت أجساد الأطفال وأرواحهم بوحشية بشعة، بحسب البيان.