بعض الذى يقال همسا فى بعض كواليس الدبلوماسية العربية يعكس تجددا لأوهام بعض الصغار فى قدرتهم على عزل مصر، وبالتالى عرقلة جهودها وإعاقة طموحها. وأسمع من يهمسون بأن هناك أوهاما بقدرة هؤلاء الصغار على وضع مصر بين مطرقة الضغط الاقتصادى ومروحة التجاهل الدبلوماسى وهذا هو قمة التخريف بل وقمة الغباء لأن مصر تستطيع إذا أرادت أن تكشف وأن تعرى هؤلاء الأقزام ولكنها مازالت مكتفية حتى اليوم بأن تشرح وأن تنبه وأن تحذر من مخاطر الذهاب إلى مغامرات غير محسوبة تختصم من قوة الأمن العربى ولا تضيف له شيئا سوى تعميق جذور الفرقة والانقسام! إن مصر ترى الصورة الإقليمية والدولية على حقيقتها ولا تريد أن تخدع نفسها مثلما يخدع الآخرون أنفسهم لأن المنطقة تعيش منذ سنوات فترة عصيبة تختلط فيها مفاهيم الهدم مع مفاهيم التغيير ومن ثم فإن أى مصاعب مهما تكن حدتها يجب ألا تستدرجنا إلى صدام مع حوائط اليأس وإنما ينبغى أن تعزز من إصرارنا على بذر بذور الأمل فى سهول وأودية الرجاء! وأسمح لنفسى بالانتقال من التعميم إلى التخصيص وأقول على سبيل المثال وليس على سبيل الحصر إن مصر امتلكت رؤية ثاقبة فى قراءتها للأزمة السورية ورأت فيها إشارات لحرب كونية محدودة من العار علينا أن نكون أحد أدواتها وأن أفضل ما نفعله فى حدود إمكاناتنا أن نساعد بكل جهد مستطاع على حماية الدولة السورية من الانهيار. لم يكن بمقدور مصر أن تقف فى صف واحد تحت أى مسمى مع إرهابيين يرتدون بالزيف أقنعة الثورة سواء فى سوريا أو ليبيا بينما هم من يمثلون الخطر الوحيد الذى يتهدد مصر وسائر دول المنطقة. وخلاصة القول إن مصر لن تبيع سوريا ولن تتخلى عن ليبيا وأيضا لن تضحى بصداقات وعلاقات تاريخية مع أشقاء آخرين كبار قد تختلف معهم لكنها أبدا لم ولن تقطع خيوط الود معهم لأن مصر لديها القدرة على فرز المواقف والتمييز بين الكبار والصغار حتى لو كان المشهد واحدا ! خير الكلام: إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه.. فصدر الذى يستودع السر أضيق! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله