مع بداية عام جديد أظن أنه لا قيمة ولا معنى لما نطلقه من أمنيات ما لم نحاسب أنفسنا حسابا عسيرا حول خطايانا ومثالبنا التى عطلت مسيرة أمتنا وجعلتنا فى ذيل القائمة.. لابد أن نحاسب أنفسنا عن مبررات العنف الذى يجتاح مجتمعاتنا ويدفع شبابنا للانتحار بدعاوى كاذبة تقول إن ذلك هو السبيل لدخول الجنة والالتقاء مع الحور العين.. لماذا غاب أدب الحوار وتراجعت قيم التسامح واختفت ثقافة التروى فى إصدار الأحكام والتزام العقلانية والتدقيق فى كل ما يقال على شاشات الفضائيات ومنابر المساجد ومواعظ الكنائس. إن العنف الذى يصل إلى حد استباحة القتل وإسالة دماء الآخرين لم ينشأ من فراغ وإنما هو وليد أفكار شريرة يتم شحن عقول الفتيان والفتيات بها لتعميق الكراهية للحياة ثم تجد هذه الأفكار ضالتها فى نفوس غير سوية محاطة بالإحباط والكآبة واليأس مما يدفع بها إلى ارتكاب الاغتيالات وتنفيذ التفجيرات وتدمير المنشآت. علينا أن نحاسب أنفسنا على جريمة غياب الدور المنوط بالأسرة وجريمة غياب الدور الفاعل للمدرسة والقصور الفاضح فى المناهج التعليمية مما جعلنا بعيدين عن لغة وعلوم العصر مما يؤدى إلى انغلاق العقول وبالتالى يسهل استدراجها إلى خنادق التعصب والتكفير واعتناق ثقافة الموت والتدمير وهى ثقافة باتت للأسف الشديد بوعى أو عن غير وعى مادة متداولة فى إعلام ورقى وفضائى يفسح مساحات واسعة للإرهابيين حتى أصبحوا نجوما يقتدى بها بينما كل بضاعتهم وأطروحاتهم تدور فى فلك تجارة الموت وثقافة الانتحار والفخر والزهو بمن يحولون أجسادهم إلى قنابل موقوتة تقتل وتدمر عشوائيا دون تمييز. مع بداية عام جديد.. ليتنا كأمة عربية وإسلامية نقف مع أنفسنا وقفة حساب يتجاوز سياسات إبراء الذمة وإبداء العتاب وإلا فإن القادم سيكون أسوأ وهذا ما نربأ بأمتنا أن تقبل به! خير الكلام: لو كان السكوت المطبق بمستطاع لآثرت السكوت! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله;