وسط إجماع دولى على دعم بريطانيا فى مواجهتها مع الإرهاب فى أعقاب الهجوم الدامى على مقر مجلس العموم البريطانى فى وستمنستر، أشاد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بقوات الأمن البريطانية، فيما أكد نظيره الروسى فلاديمير بوتين على ضرورة التصدى للإرهاب الذى بات يتسم بالدهاء والوقاحة. وكشف البيت الأبيض فى بيان له عن أن ترامب تحدث هاتفيا مع رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماى حيث تقدم لها بخالص تعازيه. وأشاد بالدور الذى لعبته قوات الأمن البريطانية فى السيطرة على الهجوم واحتوائه. وتعهد ترامب وفقا للبيان الرسمى بالتعاون والدعم الكامل من جانب الولاياتالمتحدة لضمان مثول مدبرى الهجوم أمام العدالة. ومن جانبه، بعث بوتين برقية تعزية إلى رئيسة الوزراء البريطانية مؤكدا ضرورة تكاتف قوى المجتمع الدولى لمواجهة تهديد الإرهاب، الذى قال إنه بات يتصرف بأسلوب أكثر وقاحة ودهاء. وفى أنقرة، أكد الرئيس التركى رجب طيب أردوغان فى تغريدة عبر موقع التواصل «تويتر» أن تركيا تشارك بريطانيا آلامها وتساندها فى قتالها ضد الإرهاب. وكان أردوغان قد أثار علامات الاستفهام عندما سارع أمس الأول قبل ساعات من هجوم وستمنستر بالتحذير من أن أى أوروبى أو غربى لن يتمكن من السير بأمان فى أى من بقاع العالم، طالما استمرت الأزمة الحالية بين بلاده ودول أوروبا. وأدانت القيادات الأوروبية الهجوم، وجاءت أقوى الإدانات من جانب الدول التى واجهت هجمات مماثلة خلال الفترة الأخيرة مثل ألمانياوفرنسا. فأكدت المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل وقوف بلادها حكومة وشعب بثبات إلى جانب البريطانيين فى مواجهة جميع أشكال الإرهاب. وأشار الرئيس الفرنسى فرانسوا آولاند إلى تفهم الفرنسيين لآلام مواطنى المملكة المتحدة فى هذه الأوقات، مشيرا إلى الضربات الإرهابية التى عانت منها فرنسا مؤخرا. وكانت باريس قد أعلنت أن ثلاثة طلاب فرنسيين بين مصابى هجوم وستمنستر. وقدم تشارلز ميشيل رئيس وزراء بلجيكا تعازيه لكل من تأثر بهجمات وستمنستر. وأكد قادة الاتحاد الأوروبى مساندتهم لبريطانيا، التى ستبدأ رسميا إجراءات الخروج من عضوية الاتحاد. وأشار جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية إلى تزامن وقوع جهمات وستمنستر مع إحياء الذكرى الأولى لإعتداءات بلجيكا، وأعرب دونالد تاسك رئيس الاتحاد الأوروبى عن تعازى الاتحاد ودعمه للندن فى مواجهة الإرهاب. وبعثت قيادات أسبانيا وهولندا وأستراليا واليونان بتعازيهم للقيادة والشعب البريطانيين، فيما اعتبر جاستين ترودو رئيس وزراء كندا هجمات وستمنستر اعتداء على الديمقراطيات حول العالم. وسارعت قيادات تيار اليمين المتطرف فى أوروبا باستغلال التطورات الأمنية فى لندن والدعوة لفرض قيود على الهجرة والحد من حركة المسلمين داخل القارة الأوروبية. وتقدمت مارين لوبان مرشحة حزب الجبهة القومية لخوض انتخابات الرئاسة الفرنسية هذه المجموعة بالتأكيد أن هجمات وستمنستر تبرهن الحاجة لفرض المزيد من التأمين على الحدود، فيما أكدت بياتا سزيدولو رئيسة وزراء بولندا أن أحداث لندن تبرر سياسة بلادها الرافضة لاستقبال اللاجئين، وانتقدت الدعاوى بعدم الربط بين الإرهاب وسياسة الهجرة، مشددة أنه من المستحيل تجاهل الرابط. ويأتى ذلك فيما أعرب الرئيس الصينى تشى جين بينج عن خالص تعازيه فى سياق برقية بعث بها إلى الملكة إليزابيث الثانية، وكانت السلطات الصينية قد أعلنت وقوع أحد مواطنيها بين المصابين فى هجمات وستمنستر. وأعربت اليابان عن صدمتها وتعازيها لأسر القتلى والمصابين. وأعربت كوريا الجنوبية عن إدانتها القوية للهجمات ، مشيرة إلى إصابة خمسة من رعاياها فى الهجوم. ومن الشرق الأوسط، أدانت الخارجية الإيرانية الهجوم الذى وصفته بالإرهابى وطالبت بتشكيل تحالف دولى واسع لمكافحة الإرهاب، وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية مهر قاسمى أن أيا من دول العالم لم تعد فى منأى عن الإرهاب طالما التزمت الحكومات الغربية بسياساتها للكيل بمكيالين فى مكافحة الإرهاب. وفى عمان، طالب بيان الحكومة الأردنية لاتباع «منهج متكامل» للتصدى إلى الإرهاب. واكتست المعالم الرئيسية حول العالم يتقدمها برج أيفل فى فرنسا بألوان علم المملكة المتحدة فى بادرة على التضامن وتوحيد المواقف فى مواجهة الهجمات.