لكل امرأة صفات وطباع خاصة بها, ولكن تبقى الأنوثة تاج على رأسها تتمثل فى ابتسامتها الحانية ورقتها و احتشامها وتحليها بالأخلاق الرفيعة. أسماء مراد الفخرانى مدربة الإرشاد الأسرى وتطوير الذات تحدثنا قائلة: المرأة رقيقة بفطرتها ولكن تتجاهل أنوثتها رغما عنها لما حدث من تشوه ودفن لأنوثتها بداية من مرحلة الطفولة وهو ما نسميه «الوأد الأنثوى», حيث تم تحجيم أنوثتها باسم العيب والغلط ووضع شرط لإظهار رقتها وجمالها وخفة ظلها ومرحها فقط عند الزواج، ثم برمجت عقليتها أنه شهر العسل فقط وكأن الحياة الجميلة الأنثوية محددة بشهر فقط، ثم تبدأ العودة للكبت مرة أخرى بحجة المسئوليات والعمل والمشكلات ثم الأطفال ومشاغلهم, وتهمل تقدير ذاتها وهواياتها وأهدافها مما يشعرها بالفتور والملل، وبالتالى ينعكس على طريقة تعاملها مع أسرتها، ودائماً ما أنصح المرأة بأهمية تحديد وقت خاص لنفسها أطلقت عليه «ساعة خلوتك هى نجدتك» لتشحن طاقتها وتستكمل بكل حب وحماس. وتضيف أسماء: من الأسباب الرئيسية لتخلى المرأة عن أنوثتها هو الاستقلال الزائد عن الرجل، وبالتالى تخلى هو أيضا عن طاقة رجولته.. فهى تحاول دائما أن تثبت أنها بمائة رجل وتستعرض عضلاتها فى القيام بكل الأدوار ثم تشتكى من عدم مشاركته.. فهو لن يبذل أى جهد مع امرأة تشبه صديقة أو نداً له, فى حين أنها بمقدورها برمجته بعبارات المدح وتصرفاتها الأنثوية التى تشعره أنها بحاجة إلى مساندته ومشاركته لها والوقوف بجانبها باستمرار.. فالعلاقة بين الأنوثة والرجولة علاقة طردية، فكلما زادت أنوثة المرأة زادت الرجولة والعكس، ولنتذكر وصية أم الخنساء لابنتها قبل زفافها «كونى له أمه يكن لكى عبدا». وتؤكد أسماء: تصبح الزوجة أنثى بمعنى الكلمة عندما تسترد حياءها وخجلها ورقتها وتتخلى عن أعداء الأنوثة وهم الخوف والعند والغضب، وأن تتعلم ثقافة الإستحقاق وتزداد ثقة بنفسها وقدراتها وألا تخون نفسها بأن تضطر لقبول أشياء مرفوضة بالنسبة لها رغما عنها، بل عليها اللجوء للحوار الهادئ للوصول لحلول مرضية للطرفين.. ويجب أن تتعلم فن طرح أنوثتها للزوج باعتنائها بجمالها ومظهرها واسلوب كلامها ورقتها واهتمامها المعقول غير المبالغ فيه بزوجها لأن أحياناً الاهتمام الزائد يكون ضدها. وتختم أسماء بنصائح توجهها لكل أم كى تجعل ابنتها مثالا للرقة والأنوثة: الأم تلعب دورا مهما جدا فى حياة ابنتها, فلابد من وجود صداقة قوية بينهما فهى التى ترسم لها خريطة حياتها وتضع لها سيرة ذاتية أنثوية, جزء منها ذاتى من خلال تقديرها لذاتها واحترامها لكيانها وكرامتها وتدربها من بداية طفولتها كيف تكون زوجة صالحة وتوجهها لأسس اختيار الزوج الصالح، وجزء منها جسدى بأن تعلمها كيف تتحدث معه وبأى طبقة صوت، وكيفية اختيار الوقت المناسب للحوار معه، وكيف تكون جاذبة له فلا تقع عيناه إلا على كل ما هو جميل منها, بحيث لا يرى غيرها أمام عينيه وكأن الكون بالنسبة له هى، أيضا لابد أن تعلمها أصول الدين والطهارة ولا تترك ابنتها للمعلومات المغلوطة من الغير، بالإضافة لكيفية ارتداء ملابسها بطريقة أنيقة ومحتشمة فى نفس الوقت والطريقة الصحيحة لوضع ماكياج هادئ مناسب لكل وقت، ولتضع كل أم نصب عينيها نصائح الإعرابية أم الخنساء التى أرست قواعد الأنوثة الحقيقية منذ مئات السنين التى إن تحلت بها أى إمرأة ضمنت حياة هانئة يخيم عليها الهدوء والحب والسكينة.