في كل يوم تتساقط أوكار الفساد أمام ضربات ناجحة لهيئة الرقابة الإدارية ويبدو ان أشباح الفساد تضخمت في مصر وأصبحت لها مؤسسات ورعايا وكيانات مستقلة عن الدولة المصرية .. أمام الرقابة الإدارية ورئيسها اللواء محمد عرفان مشوار طويل لأن اخطر ما في ظواهر الفساد أن يصبح سلوكا عاديا يمارسه الناس بلا خوف أو حساب .. في زمان مضى كنا نقول عن الإنسان الفاسد هذا شخص فاسد لأنه الاستثناء أما الآن فنحن نقول هذا رجل شريف وكأن الشرف هو الاستثناء والقاعدة العامة هى الفساد .. في كل يوم تطل علينا الرقابة الإدارية بجريمة جديدة حتى إننا نحتاج إلى مجلدات والمطلوب الآن ليس فقط الكشف عن أوكار الفساد ومطاردتها في كل مكان ولكن ينبغى أن تكشف هيئة الرقابة الإدارية للمواطنين تاريخ هؤلاء الفاسدين وكيف بدأت رحلتهم مع الفساد وفى أى عصر أم إنهم كانوا في كل العصور إن اخطر ما في هذه الظواهر ثلاثة عناصر أنها تضم أسماء من كبار المسئولين فى مواقع هامة في مؤسسات الدولة وأن حجم الفساد كبير جدا وفيه أرقام خيالية بالملايين والعنصر الثالث أن الواضح انها جرائم فساد تجذرت في كيان الدولة وليست أشياء بسيطة أو سريعة انه فساد معتق شمل رؤسا كثيرة وعاش في كل العصور. في كل يوم تسقط أوكار جديدة ويجب أن يعرف المواطن المصرى الكثير عن أصحابها وهل السبب في ذلك خلل في أداء مؤسسات الدولة يسمح بكل هذه التجاوزات أم انه فساد سلوكى واخلاقى أم أن غياب الرقابة وسياسة السداح مداح جعل الناس لصوصا بالفطرة .. قضية الفساد الإدارى في مصر تحتاج إلى وقفة لأنها تهدد كل الانجازات التى تجرى الآن ولأن الفساد قادر على أن يجهض كل التجارب الناجحة في حياة الشعوب .. تحية للرقابة الإدارية على هذا الجهد الشجاع ونتمنى ان تكمل مشوارها في مطاردة اللصوص ولا أدرى لماذا لا يكون لها دور في قضايا الكسب غير المشروع بعد أن انتهت كل القضايا بمسلسل البراءة للجميع. لمزيد من مقالات فاروق جويدة;