مصر الحبيبة تحتاج إلى سواعد أبنائها وجميع الكفاءات المهاجرة كي تنهض من جديد لتصبح في مصافِّ الدول المتقدمة؛ فهي جديرة بذلك، ولديها المؤهلات والكفاءات، إلا أن تلك المؤهلات وهذه الكفاءات مهدرة ومعطلة تحت راية البيروقراطية القاتلة لكل المواهب، حيث يتربع الكثير من الجُهَّال في المدارس والشركات وشتى المؤسسات على القمة، وبدلا من أن يحلوا المشكلات صاروا يصدرونها. وأصبحت قضية الغلاء حديث كل مواطن اليوم وفي كل بيت ومجلس، الناس يشكون الغلاء لبعضهم، وتجاوز التجار الحد، فلا رقيبَ قانونيًّا عليهم، فبأي حقٍّ يُتركُ المواطن المسكين أمام سيل الغلاء الجارف وأمام تعسُّف التجار ورجال الأعمال، فالناس يكلمون أنفسهم في الطرقات!! رفعت وزارة الكهرباء أسعار فاتورة الكهرباء وجعلتها شرائح، فازداد هم المواطن المصري الذي لا يدري من أين سيدفع كل هذا؟ ووزير الكهرباء يتوعد بزيادة الأسعار في يوليو المقبل. غلاء في الأسعار.. وارتفاع في سعر السولار والبنزين.. ومن ثم ارتفاع أسعار أجرة المواصلات بل وارتفاع كل شيء بحجة غلاء البنزين، حتى أسعار حزمة الجرجير وأسعار الفول المدمس، وارتفاع أسعار اللحوم البلدية حتى جاوز سعر الكليوجرام مائة وعشرين جنيهًا، من أين للمواطن المسكين أن يحصل على ثمن كيلو من اللحوم، واللحوم السوداني صار سعرها خمسة وسبعين جنيها؟! باكو شاي (ربع كليو) ارتفع سعره من سبعة جنيهات ونصف إلى سبعة عشر جنيها فهل هذا معقول؟ ارتفاع جاوز المائة في المائة؟! وقس على هذا كيلو الأرز أصبح سعره تسعة جنيهات بدلا من ثلاثة جنيهات!! فهكذا أكل لهيب الأسعار كل ما في يدي المواطن من مالٍ، ناهيك عن موسم المدارس وما يتطلبه ذلك من رب الأسرة المسكين. صرنا الآن نسمع تصريحات هنا وغلاء في الأسعار هناك، نحن نعيش في رحاب وزارة الغلاء، وتعذيب المواطنين وإلهاب ظهورهم بالغلاء، فبدلاً من أن يشعر المواطن بتحسين في الخدمات لا يجد سوى الغلاء، فهو مواطن يعمل ليأكل فقط، هذا إن وجد عملا أصلا؟! فكيف يستطيع أن يفكر أو يبدع؟؟!! نتساءل: ما هو الهدف من كل هذا؟ هل هو الإصلاح؟ وكيف يتم الإصلاح دون حسم قضية الحد الأدنى والحد الأقصى للأجور؟! وأين هي الرقابة على الأسعار؟ يا ناس: "ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء". لمزيد من مقالات د . جمال عبد الناصر ;