لعلها من مصادفات القدر الحسنة أن تستضيف القاهرة اليوم مؤتمرا دوليا بعنوان "الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل" تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى وبمشاركة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب وقداسة البابا تواضروس الثانى وحشد من رؤساء الكنائس الشرقية ورجال الدين الإسلامى ونخبة عريضة من المفكرين والمثقفين. نعم إنها مصادفة حسنة فى توقيت بالغ الأهمية يعكس قوة وقدرة مصر على تجاوز وهزيمة المحاولات الدنيئة والخسيسة التى تورطت فيها الجماعات الإرهابية التكفيرية ضد أهلنا من أقباط سيناء ودفعت بعضهم إلى طلب النزوح المؤقت من ديارهم فى ظل إدراك ويقين بأن ما جرى فى سيناء خلال الأسابيع الأخيرة هو رقصة الموت الأخيرة لتلك الشراذم الضالة والمارقة التى تتوهم أن بقدرتها أن تثير إزعاجا وقلقا ردا على ما تعرضت له من ضربات موجعة ومدمرة فى جبل الحلال وسائر الأوكار! إن مؤتمر القاهرة يمثل إعلانا صريحا للدنيا كلها بأن مصر هى وطن الحرية والمواطنة وعنوان التنوع الدينى والثقافى وساحة العيش المشترك لصنع الحاضر وتأمين المستقبل تحت رايات الحرية والمساواة والمسئولية ووحدة الانتماء لوطن حر. وليس يخالجنى أدنى شك فى أن هذا المؤتمر وما سوف يصدر عنه من بيانات هو بمثابة تأكيد جديد على صدق الرغبة فى الانطلاق نحو فهم أفضل بين المسلمين والمسيحيين من أجل إرساء دعائم قوية لمستقبل إيجابى ينسجم مع تاريخ طويل لمصر التى قدمت نفسها للعالم كنموذج للتعايش والتآلف والتسامح والتناغم بين المسلمين والمسيحيين. ثم لعلى أضيف اعتقادى بأن هذا المؤتمر يمثل رسالة للعالم كله من أجل ترسيخ قواعد الاحترام المتبادل بين الديانات السماوية باعتبار أن ذلك هو الأمل لتجنب ما توقعه هنتنجتون فى أطروحته الخبيثة حول صراع الحضارات... مصر قادرة بعون الله أن تنتصر لنشر روح الحوار فوق جسور التفاهم لخدمة البشرية كلها! خير الكلام: الأذكياء هم الذين يساعدون خصومهم على إصلاح أخطائهم! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله