ظل مواطن سعوى يبلغ من العمر خمسة وأربعين عاما، يبحث عن المدرس الذى علمه فى المرحلة الابتدائية فترة كبيرة تتعدى الخمسة والعشرين عاما، لا لشيء إلا أن يرد له الجميل، ويشكره على ما قدم له من علم وقيم ظلت معه حتى نضج، فقد زرع فيه المبادئ، والأخلاق الحميدة، ثم عثر عليه فى صعيد مصر ووجده، فقد كان أحد العقول المصرية المهاجرة المعارة للتدريس فى الخليج، ومن تلك القصة نخرج بثلاثة أشياء مهمة: أولا: قيمة العقل المصري، والإنسان المصرى الذى يبدع ويتألق فى أى مكان، سواء كان مدرسا أو عالما، أو فى كل التخصصات تجد المصريين فى الخارج وجهة مشرفة يشار إليها بالبنان. ثانيا: قيمة العولمة والتقدم التكنولوجى الرهيب الذى وصلت إليه البشرية الآن عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والعالم الافتراضى على شبكة الإنترنت، وبفضل تلك المواقع أصبح العالم المتسع الكبير «قرية صغيرة». ثالثا: هذه القصة تعلى من قيمة الوفاء والإخلاص، والشكر على الإحسان، والثناء الجميل على من يقدم الخير للناس، فالمسلم يشكر كل من قدم إليه الخير، أو صنع له معروفا، يقول (صلى الله عليه وسلم): «من صُنع إليه معروف فقال لفاعله جزاك الله خيرا، فقد أبلغ فى الثناء»، الترمذى والنسائي. ما أحوجنا إلى الاثنين: صانع المعروف.. وشاكره. لمزيد من مقالات جمعة أبو النيل