قال رسول الله صلي الله عليه وسلم »من صنع إليه معروفاً فقال لفاعله جزاك الله خيراً فقد أبلغ في الثناء». الله سبحانه وتعالي جبل النفوس علي حب الأشياء الجميلة والأعمال النافعة.. والإنسان أسير الإحسان وتقديم المعروف.. قال تعالي: »هل جزاء الإحسان إلا الإحسان» فلا جزاء للإحسان إلا الإحسان ولا يخالف ذلك إلا أهل الجحود والظلم، وهذا ليس مقصوراً علي السلوكيات العملية فقط بل الإسلام وجه إلي مقابلة الكلمة الطيبة بمثلها أو أحسن منها حتي في التحية يكون الرد بمثلها أو أطيب منها.. وقد نادي العلماء في رد السلام بالرحمة والبركة فنقول في رد التحية وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. وهذا خلق المسلم في كل علاقاته وتعاملاته يقابل الإحسان بالإحسان وزيادة والفضل لا ينساه بل يحرص ويسعي عليه استحباباً لربه قال تعالي: ولا تنسوا الفضل بينكم إن الله بما تعملون بصير».. وان كان سياق الآية كما قال علماء التفسير في العلاقات الاجتماعية إلا أنها أرست قاعدة عامة في العلاقات بين الناس وتأتي السنة النبوية متطابقة لدعوة القرآن لمقابلة الإحسان بالإحسان والخير فالرسول صلي الله عليه وسلم يقدم المثل والقدوة ومن ذلك عرفانه بجميل عمه أبوطالب حيث يتضرع لربه لينال عمه شيئاً من التخفيف من العذاب وان كان العذاب أبدياً لموته علي دين آبائه.. وعرفانه بصنيع زوجته خديجة رضي الله عنها حتي إنه كان يكرم صديقاتها بعد وفاتها وذلك لأن شكر الناس سبيل لشكر الله تعالي.. والمسلم لا يعدم وسيلة مكافأة كل من قدم له معروفاً ولو بالدعاء الصالح والكلمة الطيبة هذا لصاحب النفس الطيبة.. أما ذوي النفوس اللئيمة سريعة نسيان الخير لا يلتفت إليها، فالعرفان بالجميل إنسانية الإنسان.. فمن لم يعرف فقد عدم الإنسانية فيه.